في مقابر المسلمين.
قال الحاكم في كتاب علوم الحديث: فضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل، والمسائل المصنفة مائة جزء، وله فقه حديث بريرة في ثلاثة اجزاء.
قال حمد بن عبد الله المعدل سمعت عبد الله بن خالد الأصبهاني يقول سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ابن خزيمة فقال: ويحكم، هو يسأل عنا ولا نسأل عنه، هو امام يقتدى به.
وقال الفقيه أبو بكر محمد بن علي الشاشي حضرت ابن خزيمة فقال له أبو بكر النقاش المقرئ بلغني انه لما وقع بين المزني وابن عبد الحكم قيل للمزني انه يرد على الشافعي فقال: لا يمكنه الا بمحمد بن إسحاق النيسابوري؟
فقال أبو بكر: كذا كان.
وعن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المضارب قال رأيت ابن خزيمة في النوم فقلت: جزاك الله عن الاسلام خيرا، فقال: كذا قال لي جبرئيل في السماء.
قد استوعب الحاكم سيرة ابن خزيمة وأحواله وساق انه عمل دعوة عظيمة عديمة النظير في بستان خرج إليه يمر في أسواق نيسابور ويعزم على الناس ويبادرون معه فرحين مسرورين حاملين ما أمكنهم من الشواء والحلوى والطيبات حتى لم يتركوا في المدينة شيئا من ذلك واجتمع عالم لا يحصون، وهذه دعوة لم يتهيأ مثلها الا لسلطان.
وكان الإمام أبو على الثقفي مع علمه وكماله قد خالف امام الأئمة