الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيد من عشرة آلاف محبرة يكتبون الآثار النبوية ويعتنون بهذا الشأن وبينهم نحو من مائتي امام قد برزوا وتأهلوا للفتيا، فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا وتبدل الناس بطلبة يهزأ بهم أعداء الحديث والسنة ويسخرون منهم، وصار علماء العصر في الغالب عاكفين على التقليد في الفروع من غير تحرير لها، ومكبين على عقليات من حكمة الأوائل وآراء المتكلمين من غير أن يتعقلوا أكثر ها فعم البلاء واستحكمت الأهواء ولاحت مبادي رفع العلم وقبضه من الناس، فرحم الله امرءا اقبل على شأنه وقصر من لسانه واقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيحين.
وعبد الله قبل ان يبغته الاجل. اللهم فوفق وارحم.
الطبقة التاسعة وعدتهم مائة وستة أنفس 549 9 / 1 خ 4 - الذهلي الامام شيخ الاسلام حافظ نيسابور أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس النيسابوري مولى بنى ذهل. ولد بعد السبعين ومائة وسمع الحفصين وترك الرواية عنهما وسمع عبد الرحمن بن مهدي وأسباط بن محمد وأبا داود الطيالسي وعبد الرزاق وخلائق بالحرمين والشام ومصر والعراق والري وخراسان واليمن والجزيرة وبرع في هذا الشأن. حدث عنه الجماعة سوى مسلم، وسعيد بن أبي مريم والنفيلي