تهذيب الكمال - المزي - ج ١٠ - الصفحة ٣٤١
ولم ننكر منه شيئا، وكان قيل لنا: إنه قد اختلط، وسمع منه إسحاق الأزرق بعدنا.
وقال أحمد ابن حنبل (1)، عن يزيد بن هارون: ربما ابتدأنا الجريري، وكان قد أنكر.
وقال يحيى بن معين (2)، عن محمد بن أبي عدي: لا نكذب الله، سمعنا من الجريري وهو مختلط.
وقال أبو عبيد الآجري (3)، عن أبي داود: أرواهم عن الجريري إسماعيل بن علية، وكل من أدرك أيوب فسماعه من الجريري جيد.
وقال النسائي: ثقة، أنكر أيام الطاعون (4).
قال محمد بن سعد (5): قالوا: توفي سنة أربع وأربعين ومئة (6).
روى له الجماعة.

(1) تاريخ البخاري الكبير: 3 / الترجمة 1520.
(2) الكامل لابن عدي: 2 / الورقة 46، وانظر تاريخ يحيى برواية الدوري: 2 / 195.
(3) سؤالات الآجري: 3 / الترجمة 303.
(4) وقال في ضعفائه: " من سمع منه بعد الاختلاط فليس بشئ " (الترجمة 271).
(5) الطبقات: 7 / 261.
(6) وكذلك قال البخاري وغيره. وقال ابن معين: " قد سمع يحيى بن سعيد القطان من الجريري وكان لا يروي عنه. وقال: قال عيسى بن يونس: قد سمعت من الجريري، فقال لي يحيى بن سعيد القطان: لا ترو عنه ". وقال الدوري معقبا على كلام يحيى:
إنما مذهب يحيى بن سعيد عندنا في هذا يقول: إن الجريري قد كان اختلط لا أنه ليس بثقة " (تاريخه: 2 / 195) وقال ابن الجنيد: " سألت يحيى بن معين، قلت: يزيد بن هارون كتب عن الجريري؟ قال: نعم. قال يحيى: وكان كهمس بن الحسن يقول: إن الجريري اختلط بعد ذلك بكثير " (سؤالات ابن الجنيد، الورقة 3). ولكن ابن طهمان ذكر عن يحيى أن " يزيد بن هارون كتب عن الجريري بعدما اختلط، أحسبه أنه قال:
سمعت يزيد قال ذلك، وسماعه من الجريري مختلط " (ابن طهمان، الترجمة: 327).
وذكره العجلي في ثقاته وقال: " بري ثقة، واختلط بأخرة، روى عنه في الاختلاط:
يزيد بن هارون وابن المبارك، وابن أبي عدي، وكل ما روى عنه مثل هؤلاء فهو مختلط، إنما الصحيح عنه: حماد بن سلمة، وإسماعيل بن علية. وعبد الأعلى من أصحهم سماعا منه، سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين، وسفيان الثوري وشعبة صحيح " (الورقة 18). وقال يعقوب بن سفيان: " ثقة أخذوا عنه، من سمع عنه في الصحة، لأنه كان عمل فيه السن فتغير. وكان أهل العلم يسمعون، وسماع هؤلاء الذين بأخرة فيه وفيه " (المعرفة: 3 / 115). وقال ابن عدي: " وسعيد الجريري هذا مستقيم الحديث وحديثه حجة من سمع منه قبل الاختلاط، وهو أحمد من يجمع حديثه من البصريين، وسبيله كسبيل سعيد بن أبي عروبة، لان سعيد بن أبي عروبة أيضا اختلط فمن سمع منه قبل الاختلاط فحديثه مستقيم حجة " (2 / الورقة 46). وقال الدارقطني: ثقة (السنن: 1 / 265). والعجب من البخاري أنه أخرج له من طريق خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، وهو ممن سمع من الجريري بعد اختلاطه (البخاري: 2 / 88 و 89 في الأذان، باب: كم بين الأذان والإقامة " وإن تابعه عليه آخرون (البخاري: 2 / 91، والترمذي (135)، والنسائي: 2 / 28). كما أخرج له مسلم حديثا غريبا من هذه الطريق، حديث: " إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما " (1853) في الامارة، باب: إذا بويع لخليفتين.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست