قال حفص بن غياث: لو رأيت أني أسر بما أنا فيه لهلكت.
وقال المعافى بن زكريا الجريري - فيما أخبرنا أبو العز الشيباني، عن أبي اليمن الكندي، عن أبي منصور القزاز، عن أبي بكر بن ثابت الخطيب (1)، عن القاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبي الحسين أحمد بن عمر بن روح النهرواني - عنه: حدثنا محمد بن مخلد بن حفص العطار، قال: حدثني أبو علي بن علان إملاء من حفظه سنة ست وستين ومئتين، قال:
حدثني يحيى بن الليث، قال: باع رجل من أهل خراسان جمالا بثلاثين ألف درهم من مرزبان المجوسي وكيل أم جعفر فمطله بثمنها وحبسه، فطال ذلك على الرجل، فأتى بعض أصحاب حفص بن غياث، فشاوره، فقال: اذهب إليه فقل له: أعطني ألف درهم وأحيل عليك بالمال الباقي، وأخرج إلى خراسان، فإذا فعل هذا، فالقني حتى أشير عليك. ففعل الرجل، وأتى مرزبان فأعطاه ألف درهم، فرجع إلى الرجل، فأخبره، فقال له: عد إليه، فقل له:
إذا ركبت غدا، فطريقك على القاضي، تحضر، وأوكل رجلا يقبض المال واخرج، فإذا جلس إلى القاضي فادع عليه ما بقي لك من المال، فإذا أقر، حبسه حفص وأخذت مالك. فرجع إلى مرزبان، فسأله، فقال: انتظرني بباب القاضي. فلما ركب من الغد وثب إليه الرجل، فقال: إن رأيت تنزل إلى القاضي حتى أوكل بقبض المال وأخرج، فنزل مرزبان، فتقدما إلى حفص بن غياث، فقال الرجال: أصلح الله القاضي، لي على هذا الرجل