الفقيه الحنبلي، المعروف بالبراندسي (1):
من أهل قرية براندس (2) على نهر عيسى فوق المحول، سكن باب البصرة، وقرأ القرآن وتفقه، وكان حسن التلاوة محققا، له معرفة بالقراءات، وقد حصل طرفا صالحا من المذهب، وسمع الحديث بعد الأربعين من عمره من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب بن البناء وأبي القاسم بن السمرقندي، وأبي البركات الأنماطي وغيرهم، روى لنا عنه غير واحد، وكان عبدا صالحا.
أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي بأصبهان، أنبأنا الفقيه الزاهد أبو الحسن علي بن محمد بن علي البراندسي بقراءة والدي عليه ومن لفظه وأنا أسمع ببغداد في صفر سنة تسع وخمسين وخمسمائة قال (3): أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين قراءة عليه، وأخبرنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل الصوفي، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو علي بن المذهب، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا حسين وأحمد بن عبد الملك قالا: حدثنا عبيد الله (4) يعني ابن عمرو، عن (5) عبد الكريم، عن ابن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " يكون قوم في آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل حمام لا يريحون رائحة الجنة " (6).
قرأت في كتاب معجم مشايخ أبي عبد الله محمد بن محمود الحراني بخطه قال:
أنشدني شيخنا أبو الحسن البراندسي لغيره ولم يسمه:
أما لو قصدت (7) الله في كل حاجة * بصدق يقين لم تفتك المطالب ولكنما أملت من ليس مثله * يؤمل فانسدت عليك المذاهب أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال: ذكر من توفي في هذه السنة -