ويذكر له كرامات، وكان له قبول عظيم من العوام، ويقال إنه عاش حتى ناهز مائة سنة من عمره، وذكر أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي في تاريخه: أن علي ابن الحسن الزاهد مات في يوم الجمعة الرابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن يوم السبت بزريران على حادة الحاج (1)، قال: كان شيخا صالحا.
993 - علي بن النفيس بن نورندار بن الحسام، أبو الحسن:
من أولاد الأتراك البغدادية، كان من حجاب الديوان العزيز، حفظ القرآن في صباه، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وصحب مكي بن أبي القاسم بن الغراد (2)، وسمع بإفادته من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وأبي محمد محمد بن عبد الكريم بن المادح، وأبي القاسم محمود بن عبد الكريم بن علي بن فورجه الأصبهاني ومن جماعة غيرهم، كتبنا عنه، وكان متدينا صالحا منقطعا عن الناس، كثير العبادة، حسن الصمت.
أخبرنا علي بن النفيس بن نورندار قراءة عليه، أنبأنا عبد الأول بن عيسى السجزي، أنبأنا أبو عدنان القاسم بن علي بن محمد القرشي، أنبأنا أبو بشر الحسن ابن محمد بن أحمد بن محمد بن عمر القهندزي (3)، أخبرنا محمد بن جعفر، حدثنا محمد ابن أحمد بن أبي العوام، حدثنا أبي، حدثنا داود بن عطاء المديني، حدثني [عمر] (4) بن صهبان، حدثني صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " كل عين باكية [يوم القيامة] (5) إلا عين غضت عن محارم الله وعين سهرت (6) في سبيل الله، وعين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله " (7).
سئل أبو الحسن بن نورندار عن مولده فقال: في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتوفي ليلة الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين