وبشبهة أن أحمد ابن البرقي كان الأصحاب متسالمين على ضعفه وعدم الاحتجاج بحديثه (1) استنادا إلى رواية العطار عن الصفار ومحصلها وتفسيرها في معجم رجال الحديث 2 / 272 وليس فيها أي تضعيف لابن البرقي أحمد بن أبي عبد الله، وأين الأصحاب الذين هم المتسالمون على ضعفه؟.
ومن رواياته الواردة في كتب الأحاديث وروايات محاسنه المنبثة في سائر الكتب يظهر احتجاجهم بأحاديثه وافتاء الطائفة على طبقها.
ومتى كان الصفار متساهلا في أمر الحديث؟ وبأي دليل ليس ابن البرقي ثقة في نفسه مع أن الصفار ومثله روى عنه كثيرا أو ليس أن رواية الصفار عن ابن البرقي تكشف عن الاعتراف بوثاقته وإظهار اعتباره؟ وكان رواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه بعد ارجاعه عن إبعاده إلى قم والاعتذار منه بمرأى ومنظر ممن كان في مدرسة الحديث مع الصفار أفليس هذا الاعتماد معناه التوثيق؟.
والصفار وابن عيسى ليسا بمثابة غيرهما ممن أحيانا رووا عن الضعيف لا سيما ابن عيسى فإنه لو روى عن ابن البرقي معتقدا ضعفه فقد كذب نفسه فان المعروف عن ابن عيسى انه مشى في تشييع جنازة ابن البرقي حافيا حاسرا ليبرء نفسه مما قذفه به من تضعيفه كذبا وتدليسا.
وهذا كله واضح ولا كلام فيه، والذي ينبغي عطف عنان الكلام إليه هو النظر إلى كيفية ذكر العناوين التي وصف ابن البرقي بها في طي أسانيد الكتب الأربعة (الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار) وإلى كمية مشايخه المذكورين في عامة الأسانيد وأحوالهم ثقة وضعفا مذكورة وغير مذكورة ليتبين قيمة ما في فهرسي النجاشي والشيخ من اكثاره الرواية عن الضعفاء واعتماده المراسيل أي نقل