صنفا يمتلك عناصر القوة وأسباب النفوذ من المال والسلطان والجاه، ومستعدا للعطاء بلا حدود من أجل الحفاظ على عناصر القوة هذه، وصنفا يعيش في ظل هؤلاء وعلى فتات موائدهم، وهو على استعداد للتخلي عن كل القيم والمبادئ، وتزييف كل الحقائق والوقائع من أجل أن يبقى محتفظا بما يلقيه إليه الأقوياء من المال الحرام أو المتع الرخيصة.
ولعل ما نشاهده في زماننا هذا من مظاهر الكذب والتزييف والتضليل التي تطلقها وسائل الاعلام وتتبنى نشرها وبثها بين صفوف المتلقين يقرب إلى أذهاننا جانبا من دوافع الوضع المتعمد للحديث النبوي وانتحاله على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
3 - العامل العقائدي: فان كثيرا من أتباع المذاهب والفرق العقائدية لجأوا إلى وضع الحديث وافترائه دعما منهم لمذاهبهم وتعزيزا لأفكارهم وعقائدهم، فكثيرا ما يعاني هذا المذهب أو ذاك نقصا في جانب معين من جوانب العقيدة أو غيرها فيلجأ أتباع هذه المذاهب إلى وضع الحديث سدا لهذا الخلل وقطعا للطريق على الخصوم والمتربصين.
ولهذا السبب اتخذ وضع الحديث صورا مختلفة وطرائق متباينة باختلاف الأغراض لدى هؤلاء وتباينها، فقد يكون الغرض دفاعيا يقتصر على الدفاع عن المذهب بعقائده ورموزه، فيتكفل الحديث الموضوع بيان هذه الناحية وايضاحها للآخرين، وقد يكون الغرض هجوميا يسفه عقائد الآخرين ويسخف أفكارهم ورموزهم، فيؤدي الحديث المفترى هذه