اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٦
قال: فقال هشام للقوم: ما الموضع الذي تناهيتم به في المناظرة؟ فأخبره كل فريق منهم بموضع مقطعه، فكان من ذلك أن حكم لبعض على بعض، فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير فحقدها على هشام.
قال: ثم إن يحيى بن خالد قال لهشام: انا قد غرضنا من المناظرة والمجادلة منذ اليوم، ولكن ان رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس لامام، وان الإمامة في آل الرسول دون غيرهم؟ قال هشام: أيها الوزير العلة تقطعني عن ذلك، ولعل معترضا يعترض فيكتسب المناظرة والخصومة.
____________________
قوله: انا قد غرضنا من المناظرة باعجام الغين المفتوحة وكسر الراء قبل الضاد المعجمة من باب فرح، من الغرض بالتحريك بمعنى القلق والضجر والملال أي تضجرنا ومللنا وتبرمنا من المناظرة والمجادلة.
ومن لم يعلم ذلك صحفها باهمال العين، ثم حرفها بادخال همزة القطع عليها فضبطها " أعرضنا " (1) من باب الافعال، فغشي هذا التسقيم في طائفة من النسخ.
قال في المغرب: وأما ما في المنتقى، رجل قالت له امرأته أبغضتك وعرضت منك، فالصواب غرضت بالغين المعجمة وكسر الراء، من قولهم: غرض فلان من كذا، إذا مله وضجر منه، قال أبو العلاء:
اني غرضت من الدنيا فهل زمني * معط حياتي لغر بعد ما غرضا والجوهري في الصحاح والفيروز آبادي في القاموس حسبا أنه قد جاء الغرض بمعنى الشوق أيضا، فيقال غرضت إليه بمعنى اشتقت إليه، كما يقال: غرض بالمقام يغرض غرضا، إذا مل وتضجر وقلق (2).

(١) كما في الرجال المطبوع بالنجف الأشرف.
٢) الصحاح: ٣ / 1093 والقاموس: 2 / 338.
(٥٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 541 ... » »»
الفهرست