اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٩
يستطيع أن يعتل وقد أوجب أن طاعته مفروضة من الله؟ قال: يعتل بان يقول الشرط علي في إمامته أن لا يدعو أحدا إلى الخروج حتى ينادي مناد من السماء، فمن دعاني ممن يدعي الإمامة قبل ذلك الوقت علمت أنه ليس بامام، وطلبت من أهل هذا البيت ممن لا يقول أنه يخرج ولا يأمر بذلك حتى ينادي مناد من السماء فأعلم انه صادق.
فقال ابن ميثم: هذا من حديث الخرافة، ومتى كان هذا في عقد الإمامة، انما يروي هذا في صفة القائم عليه السلام وهشام أجدل من أن يحتج بهذا، على أنه لم يفصح بهذا الافصاح الذي قد شرطته أنت، انما قال: إن امرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلام فعلت، ولم يسم فلانا دون فلان، كما تقول: ان قال لي طلبت غيره فلو قال هارون له وكان المناظر له: من المفروض الطاعة؟ فقال له أنت، لم يمكن أن يقول له فان أمرتك بالخروج بالسيف تقاتل أعدائي تطلب غيري وتنتظر المنادي من السماء، هذا لا يتكلم به مثل هذا، لعلك لو كنت أنت تكلمت به.
____________________
والتعلل به، عبارة عن اتخاذه علة لتحقيق المطلب المقصود اثباته، أو لابطال القول المطلوب نقضه فليعرف.
قوله: وطلبت من أهل هذا البيت " من " مبعضة، أي وطلبت بعض أهل هذا البيت ممن لا يقول الخ.
قوله: هذا من حديث الخرافة اما بفتح الخاء المعجمة وتشديد الراء على الجمع كالحطابه والحمارة، أي حديث أصحاب الخرف، وهو فساد العقل من الهرم أو من علة وآفة.
أو بضمها والراء المخففة قالوا: خرافة كثمامة اسم رجل من عذرة، وهي قبيلة في اليمن كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله قد استهوته الجن، كما تزعم العرب، فلما رجع كان يحدث بما رأى منها، فكذبوه حتى قالوا لما لا يمكن حديث خرافة، واتخذوه مثلا من الأمثال.
(٥٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 534 535 536 537 538 539 540 541 542 543 544 ... » »»
الفهرست