اختيار معرفة الرجال - الشيخ الطوسي - ج ٢ - الصفحة ٤٨٥
فقال أبو جعفر عليه السلام: يا ابن ذر فإذا لقيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ما خلفتني في الثقلين فماذا تقول له؟ قال: فبكي ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته، ثم قال: أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر فقتلناه.
فقال أبو جعفر عليه السلام: اذن تصدقه يا ابن ذر، لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتى يسأله عن ثلاث: عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.
قال: فقاموا وخرجوا، فقال أبو جعفر عليه السلام لمولى له أتبعهم فانظر ما يقولون، قال: فتبعهم ثم رجع، فقال: جعلت فداك سمعتهم يقولون لابن ذر: على هذا خرجنا معك؟ فقال: ويلكم ما أقول، ان رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته، وكيف اسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز.
____________________
قاله في المغرب وفي القاموس (1)، وبالضم أيضا كغراب.
قوله (ع): ما خلفتني في الثقلين باللام المخففة بعد الخاء المعجمة، أي كيف كنت خلافي وبعدي في رعاية التمسك بهما وتأدية حقوقهما؟ أكنت لي فيهما خلفا بالتحريك أو خلفا بالتسكين؟
وفي حديث: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، قال صلى الله عليه وآله: فانظروا كيف تخلفوني فيهما (2).
قال شارح المشكاة: ومعنى التمسك بالقرآن العمل بما فيه وهو الايتمار بأوامره والانتهاء عن نواهيه، والتمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم، وفي قوله " اني تارك فيكم " إشارة إلى أنهما بمنزلة التوأمين الخليفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله وأنه يوصي الأمة بحسن المخالقة معهما وايثار حقهما على أنفسهم، كما يوصي الأب المشفق الناس في حق أولاده.

(1) القاموس: 4 / 220 2) رواه أحمد في مسنده: 5 / 181 والترمذي في صحيحه 13 / 200 والطرائف: 113
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»
الفهرست