القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ١٥٤
الطعام) وبين الدم، وهذا يوضح ما كشف عنه علم وظائف الأعضاء في الأجسام من أن الجهاز الهضمي للحيوان يقوم بهضم الطعام وامتصاص الصالح منه وتحويله إلى دم يجرى في الأوعية الدموية لتغذية الجسم، ومن هذا الدم ما يصل إلى إلى ضرع الحيوان حيث تبدأ الغدد اللبنية في هذا الضرع تستخلص من الدم العناصر اللازمة لتكوين اللبن، وذلك بعد أن تنصب عليه عصارات خاصة تحيله إلى لبن له مذاقه ولونه الخاص، ويخرج هذا اللبن من بين الفرث والدم سائغا لذيذا للشاربين فسبحان الله الذي يجعل غذاء الحيوان من حشائش وحبوب تتحول إلى لبن هو خير غذاء للانسان والحيوان لأنه غنى بكل ما يحتاج إليه الجسم من عناصر ضرورية لحياته وصحته.
وقال الله تبارك وتعالى في سورة يس آية - 80:
(الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) تفسير علماء الدين:
الله جل جلاله هو الذي جعل لكم بتدبيره وحكمته من الشجر الأخضر بعد أن يجف وييبس نارا تستعملونها وقودا.
النظرة العلمية إن وراء هذه الآية حقائق علمية رائعة تدل على إعجاز القرآن العلمي في تقريره أن الشجر الأخضر هو مادة الوقود أي مادة الطاقة التي هي عصب الحياة الصناعية في عالمنا المعاصر، فقد دلت الأبحاث الجيولوجية على أن الفحم الحجري والبترول والغازات القابلة للاشتعال تستخرج كلها من باطن الأرض، وذلك لان النباتات والأشجار والغابات التي نمت فوق سطح الأرض في قديم الأزمان الجيولوجية
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست