(ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما، وترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالابصار) وتشير هذه الآية إلى السحب الركامية التي تسوقها الرياح وتجعلها متراكمة فوق بعضها وينزل منها المطر ويتكون فيها البرد كالحصى الذي يتساقط مع المطر الغزير كالجبال فينفع بعض الناس ويضر بآخرين، وفى هذه السحب تتكون شحنات كهربائية سالبة وموجبة ينشأ عن احتكاكها الرعد والبرق الذي يذهب شدة ضوءه بالابصار، وهذه كلها حقائق أثبتها العلم الحديث ولم تكن معروفة من قبل، والخلاصة أن دولة العلم كلما ازدادت اتساعا ورسوخا كلما ازدادت أسرار القرآن وعلومه وآياته تألقا وتوهجا وذلك مصداق قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) سورة فصلت آية - 53 ونختم هذا الكتاب بقول: (لا إله إلا الله) لأنها كلمة التوحيد التي نمت وأورقت وأثمرت شجرة الايمان بالقرآن، ولهذا كانت فاتحة الكتاب هي تعريف بالله وبالطريق الهادي إليه في إيجاز بليغ يلخص مضمون القرآن كله في سبع آيات تشمل الحمد لله وطلب الهداية والنعم والحفظ من الضلال والمضلين، فاجعل اللهم القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور بصائرنا وطريق سعينا إليك بالعمل بما فيه آمين.
[تم بحمد الله]