وقال تعالى في سورة فاطر آية - 28:
(ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء) تفسير علماء الدين:
ألم تر - أيها العاقل - أن الله أنزل من السماء ماء فأخرج به ثمرات مختلفا ألوانها، منها الأحمر والأصفر والحلو والمر والطيب والخبيث، ومن الجبال جبال طرائق وخطوط بيض وحمر مختلفة بالشدة والضعف وجيال شديدة السواد، ومن الناس والدواب والإبل والبقر والغنم مختلف ألوانه كذلك في الشكل والحجم، وما يتدبر هذا الصنع العجيب ويخشى صانعه إلا العلماء الذين يدركون أسرار صنعه، إن الله غالب يخشاه المؤمنون غفور كثير المحو لذنوب من يرجع إليه.
النظرة العلمية:
ليس الاعجاز العلمي في هذه الآية هو التنويه فقط بما للجبال من ألوان مختلفة ترجع إلى اختلاف المواد التي تكون صخورها من حديد يجعل لونها السائد أحمر أو منجنيزا وفحم يجعله أسود أو نحاس يجعله أصفر وغير ذلك ولكن الاعجاز هو الربط بين إخراج ثمرات مختلفات الألوان يروى شجرها ماء واحد، وخلق جبال حمر وبيض وسود يرجع أصلها إلى مادة واحدة متجانسة التركيب أصلها من باطن الأرض ويسميها علماء الجيولوجيا بالصهارة، وهذه الصهارة عندما تنبثق في أماكن مختلفة من الأرض وعلى أعماق مختلفة من السطح يعتري تركيبها الاختلاف فتتصلب آخر الامر في كتل أو جبال مختلفات المادة واللون وهكذا فسنة الله واحدة لان الأصل واحد والفروع مختلفة ومتباينة وفي هذا متاع وفائدة لبني آدم.