وبالآيات الملقيات على الناس تذكرة تنفعهم - إعذارا لهم أو إنذارا - فلا تكون لهم حجة بأن الذي توعدونه من مجئ يوم القيامة لنازل حتما ولا ريب فيه.
النظرة العلمية:
يرى العلم بتفسير العصري أن هذه الآيات قد يكون فيها وصف واقعي دقيق ينطبق على الطائرات الحربية الحديثة بمختلف حركاتها وبجميع أفعالها فهي تعصف بقنابلها المدمرة وتترك الناس كالعصف المأكول، وفى أثناء قيامها بذلك تنشر المنشورات وتلقيها على الجنود وعلى غيرهم في ميادين الحرب وعلى الأهالي والسكان المدنيين للاخبار عما تريده الدولة المحاربة، وتفرق بصولتها الجبارة بين الكتائب والفصائل والتجمعات فرقا بحيث لا يستقر تحتها شئ ولا يثبت أي جمع بلى إنه بمجرد رؤيتها يتفرق الناس ويختفون في الكهوف والملاجئ والمخابئ، فالملقيات ذكرا يعنى ما تذكره وما تقصده من أعمال في منشوراتها عذرا تعتذر به عن إلقاء الدمار والتخريب على الأماكن البريئة كالمساجد والمعابد والمستشفيات، أو نذرا أي إنذارا للأعداء ومطالبتهم بالخضوع والاذعان والتسليم، وهذه النظرة العصرية قد يكون فيها فكرة عن امتداد معاني الآيات إلى عصورنا والله سبحانه أعلم بمراده، وإنما هذه محاولة قد يكون فيها رأى صحيح أو غير صحيح وقد أوردناها مثلا من الأمثلة التي تخطر لبعض المفكرين في عصرنا.
وقال تعالى في سورة يونس آية - 24:
(إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والانعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)