القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ٥٤
العلوم الكونية في القرآن عرض القرآن الكريم الكثير من الحقائق الكونية ولكنه عندما يعرض أي قضية من قضايا الكون العلمية لا يعرضها بأساليب البشر باستعمال المقدمات والدلائل والمعادلات واستنباط النتائج وإنما يقدمها بالإشارة أو الرمز أو المجاز أو الاستعارة أو بالعبارات التي تومض في العقل بنور روحي باهر، إنه سبحانه ينزل آيات قد لا يدرك معناها أو يفهم حقائقها وأسرارها في وقتها كل المعاصرين لنزولها لان العلم بقوانين الكون كان محدود الآفاق وقتئذ، ولكنه سبحانه يعلم أن المستقبل سوف يأتي بشرح لهذه الآيات في ضوء علوم عصورها، ومصداق ذلك قوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
وتدل الدلائل على أن العلماء الذين درسوا الآيات الكونية في القرن فيما بعد وطبقوها على ما وصل إليه العلم في زمانهم في الفلك أو الطب أو الطبيعة أو الكيمياء أو الاحياء وغيرها من العلوم وجدوا تطابقا وتوافقا علميا رائعا أكد لهم أن القرآن كتاب الله الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
لذلك كان علماء الفلك وعلماء الطب أكثر الناس إيمانا بعظمة الخالق المبدع وأسبقهم إقرارا بألوهيته لما رأوه رأى العين من أن القرآن الكريم الذي نزل على نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه منذ أربعة عشر قرنا من الزمان كان هو نهاية العلم الذي يصلون إليه كلما جد جديد في بحثهم، وهذا هو العلم الذي
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست