بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين المقدمة لا أراني في حاجة إلى التأكيد على من يطالع هذا الكتاب أنني أعددته رغبة منى في إثبات إعجاز القرآن بأي وجه من الوجوه، لان إعجازه حقيقة ثابتة وقضية واضحة وضوح الشمس منذ أن نزل القرآن على النبي معجزة كبرى تحدى بها البلغاء والحكماء وأهل الكتب السماوية فعجزوا عن تحديها وأقروا بصدقها وتساميها، ويكفي للدلالة على علو شأنها قوله تعالى: (وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وقوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)، وها هي القرون تلو القرون تمر، وها هي العلوم قد ازدهرت والفنون قد أينعت؟ ولم يقدر أحد أن يأتي بمثل هذا الكتاب في أسلوبه أو منهجه أو هديه.
وغاية قصدي من وضع هذا الكتاب أو قصد غيري مما كتبوا على نسقه وفى موضوعه من العلماء الاجلاء في إعجاز القرآن إنما كان أولا وقبل كل شئ للتشرف والاستمتاع بالنظر في كتاب الله بعين الاجلال والاعظام والايمان بقداسته، ثم للإشادة بسموه وروعته والتذكير بعلو مكانته بين الكتب السماوية