القرآن وإعجازه العلمي - محمد اسماعيل إبراهيم - الصفحة ١٥٧
وانقلبت بعضها إلى ممرضات خلال القتال تنقل الجرحى بعيدا عن معارك الميدان ماذا يقول الفكر في هذه المشاهد العجيبة وهي تتكرر في كل زمان ومكان يا رب ماذا يقول المتأمل كلما رأى مشاهد الروعة الباهرة في صنعك البديع؟
وكلما تدبر حكمتك في إيجاد هذه المخلوقات وإمدادها بهذا الالهام الرفيع إن المؤمن المتعبد ليقف أمام هذه الآيات موقف الاجلال لقدرتك في خشوع وينطق لسان حاله بالتسبيح ونحن جوارحه إلى التمجيد في سجود وركوع وحق لعينه أن تذرف دمعها حنينا إلى من عمت رحمته الافراد والجموع ولا خلاص لنا ونحن نعيش في معترك تتصارع فيه قوى الشر بجبروتها المريع إلا أن نضرع إليك طالبين منك رحمتك لأنها هي حصننا الواقي المنيع وقال تعالى في سورة العنكبوت آية - 41:
(مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أو هن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون) تفسير رجال الدين:
مثل هؤلاء الذين اتخذوا الأصنام آلهة يعبدونها ويعتمدون عليها ويرجون نفعها كمثل العنكبوت في اتخاذها بيتا واهنا من نسجها لا يغنى عنها في حر ولا قر ولا مطر ولا أذى.
النظرة العلمية:
إن الاعجاز العلمي كل الاعجاز في هذه الآية الكريمة يتجلى بأجلى معانيه في لفظة (اتخذت) بصيغة الفعل المؤنث وهي إشارة علمية في غاية الروعة والدقة للدلالة على أن ما يقوم ببناء بيوت العناكب هي الأنثى منه، وأن الذكر من العناكب لا شأن له بذلك، وهذه حقيقة ما كان أحد مطلقا يفطن إليها
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست