اللؤلؤ الدر والمرجان الخرز الأحمر المشهور وقيل اللؤلؤ كبار الدر والمرجان صغاره فنسبة خروجهما حينئذ إلى البحرين مع انهما إنما يخرجان من الملح على ما قالوا لما قيل أنهما لا يخرجان إلا من ملتقى الملح والعذب أو لأنهما لما التقيا وصارا كالشئ الواحد ساغ أن يقال يخرجان من البحر مع أنهما لا يخرجان من جمع البحر ولكن من بعضه وهو الأظهر وقرئ يخرج مبنيا للمفعول من الإخراج ومبنيا للفاعل بنصب اللؤلؤ والمرجان وبنون العظمة «فبأي آلاء ربكما تكذبان» «وله الجوار» أي السفن جمع جارية وقرئ برفع الراء وبحذف الياء كقول من قال لها ثنايا أربع حسان وأربع فكلها ثمان «المنشآت» المرفوعات الشرع أو المصنوعات وقرئ بكسر الشين أي الرافعات الشرع أو اللاتي ينشئن الأمواج يجريهن «في البحر كالأعلام» كالجبال الشاهقة جمع علم وهو الجبل الطويل «فبأي آلاء ربكما تكذبان» من خلق مواد السفن والإرشاد إلى أخذها وكيفية تركيبها وجرائها في البحر بأسباب لا يقدر على خلقها وجمعها وترتيبها غيره سبحانه «كل من عليها» أي على الأرض من الحيوانات أو المركبات ومن التغليب أو من الثقلين «فإن» هالك لا محالة «ويبقى وجه ربك» أي ذاته عز وجل «ذو الجلال والإكرام» أي ذو الاستغناء المطبق والفضل التام وقيل الذي عنده الجلال والإكرام للمخلصين من عباده وهذه من عظائم صفاته تعالى ولقد قال صلى الله عليه وسلم ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام وعنه عليه الصلاة والسلام أنه برجل وهو يصلى ويقول يا ذا الجلال والإكرام فقال استجيب لك وقرئ ذي الجلال والإكرام على أنه صفة ربك وأيا ما كان ففي وصفه تعالى بذلك بعد ذكر فناء الخلق وبقائه تعالى إيذان يفيض عليهم بعد فنائهم أيضا أثار لطفه وكرمه حسبما ينبئ عنه قوله تعالى «فبأي آلاء ربكما تكذبان» فإن إحياؤهم بالحياة الأبدية وإثابتهم بالنعيم المقيم أجل النعماء وأعظم الآلاء «يسأله من في السماوات والأرض» قاطبة ما يحتاجون
(١٨٠)