تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ١٨٢
إلا وجدوا الملائكة أحاطت به «فبأي آلاء ربكما تكذبان» أي من التنبيه والتحذير والمساهلة والعفو مع كمال القدرة على القوبة «يرسل عليكما شواظ» قيل هو اللهب الخالص وقيل المختلط بالدخان وقيل اللهب الأحمر وقيل اللهب الأخضر المنقطع من النار وقيل هو الدخان الخارج من اللهب وقيل هو النار والدخان جميعا وقرئ شواظ بكسر الشين «من نار» متعلق بيرسل أو بمضمر هو صفة لشواظ أي كائن من نار والتنوين للتفخيم «ونحاس» اى دخان وقيل صفر مذاب يصب على رؤسهم وقرئ بكسر النون وقرئ بالجر عطفا على نار وقرئ نرسل بنون العظمة ونصب شواظا ونحاسا وقرئ نحس جمع نحاس مثل لحاف ولحف وقرئ ونحس اى نقتل بالعذاب «فلا تنتصران» أي لا تمتنعان «فبأي آلاء ربكما تكذبان» فإن بيان عاقبة ما هم عليه من الكفر والمعاصي لطف وأي لطف ونعمة وأي نعمة «فإذا انشقت السماء» اى انصدعت يوم القيامة «فكانت وردة» كوردة حمراء وقرئ وردة بالرفع على أن كان تامة أي حصلت سماء وردة فيكون من باب التجريد كقول من قال [ولئن بقيت لأرحلن بغزوة * تحوى الغنائم أو يموت كريم] «كالدهان» خبر ثان لكانت أو نعت لوردة أو حال من اسم كانت أي كدهن الزيت وهو إما جمع دهن أو اسم لما يدهن به كالحزام والإدام وقيل هو الأديم الأحمر وجواب إذا محذوف أي يكون من الأحوال والأهوال مالا يحيط به دائرة المقال «فبأي آلاء ربكما تكذبان» مع عظم شأنها «فيومئذ» أي يوم إذ تنشق السماء حسبما ذكر «لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان» لأنهم يعرفون بسيماهم وذلك أول ما يخرجون من القبور ويحشرون إلى الموقف ذودا ذودا على اختلاف مراتبهم وأما قوله تعالى فوربك لنسألنهم أجميعن ونحوه ففي موقف المناقشة والحساب وضمير ذنبه للإنس لتقدمه رتبة وإفراده لما ان المراد فرد من الإنس كأنه قيل لا يسأل ذنبه إنسي ولا جنى «فبأي آلاء ربكما تكذبان» مع كثرة منافعها فإن الإخبار بما ذكر مما يزجركم عن
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة