تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ١٧٥
أمر التكوين أو مقدرا مكتوبا في اللوح قبل وقوعه وكل شيء منصوب بفعل يفسره ما بعده وقرئ بالرفع على أنه مبتدأ وخلقناه خبره «وما أمرنا إلا واحدة» أي كلمة واحدة سريعة التكوين وهو قوله تعالى كن أو إلا فعلة واحدة هو الإيجاد بلا معالجة «كلمح بالبصر» في اليسر والسرعة وقيل معناه قوله تعالى وما أمر الساعة إلا كلمح البصر «ولقد أهلكنا أشياعكم» أي أشباهكم في الكفر من الأمم وقيل أتباعكم «فهل من مدكر» يتعظ بذلك «وكل شيء فعلوه» من الكفر والمعاصي مكتوب على التفصيل «في الزبر» أي في ديوان الحفظة «وكل صغير وكبير» من الأعمال «مستطر» مسطور في اللوح المحفوظ بتفاصيله ولما كان بيان سوء حال الكفرة بقوله تعالى إن المجرمين مما يستدعى بيان حسن حال المؤمنين ليتكافأ الترهيب والترغيب بين ما لهم من حسن الحال بطريق الإجمال فقيل «إن المتقين» أي من الكفر والمعاصي «في جنات» عظيمة الشأن «ونهر» أي أنهار كذلك والأفراد للاكتفاء باسم الجنس مراعاة للفواصل وقرئ نهر جمع نهر كأسد وأسد «في مقعد صدق» في مكان مرضى وقرئ في مقاعد صدق «عند مليك مقتدر» أي مقربين عند مليك لا يقادر قدر ملكه وسلطانه فلا شيء إلا وهو تحت ملكوته سبحانه ما أعظم شأنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة القمر في كل غب بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة بدر
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة