تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٨ - الصفحة ١٣٧
«والسماء ذات الحبك» قال ابن عباس وقتادة وعكرمة ذات الخلق المستوى وقال سعيد بن جبير ذات الزينة وقال مجاهد هي المتقنة البنيان وقال مقاتل والكلبي والضحاك ذات الطرائق والمراد إما الطرائق المحسوسة التي هي مسير الكواكب أو المعقولة التي يسلكها النظار أو النجوم فإن لها طرائق وعن الحسن حبكها نجومها حيث تزينها كما تزين الموشى طرائق الوشى وهى إما جمع حباك أو حبيكة كمثال ومثل وطريقة وطرق وقرئ الحبك بوزن السلك والحبك كالجبل والحبك كالبرق والحبك كالنعم والحبك كالإبل «إنكم لفي قول مختلف» أي متخالف متناقض وهو قولهم في حقه عليه الصلاة والسلام تارة شاعر وأخرى ساحر وأخرى مجنون وفى شأن القرآن الكريم تارة شعر وأخرى سحر وأخرى أساطير وفى هذا الجواب تأييد ليكون الحبك عبارة عن الاستواء كما يلوح به ما نقل عن الضحاك من ان قول الكفرة لا يكون مستويا إنما هو متناقض مختلف وقيل النكتة في هذا القسم تشبيه أقوالهم في اختلافها وتنافى أغراضها بطرائق السماوات في تباعدها واختلاف غاياتها وليس بذاك «يؤفك عنه من أفك» أي يصرف عن القرآن أو الرسول عليه الصلاة والسلام من صرف إذ لا صرف أفظع منه وأشد وقيل يصرف عنه من صرف في علم الله تعالى وقضائه ويجوز أن يكون الضمير للقول المختلف على معنى يصدر إفك من أفك عن ذلك القول وقريء من إفك عن ذلك القول وقرئ من افك أي من أفك الناس وهم قريش حيث كانوا يصدون الناس عن الإيمان «قتل الخراصون» دعاء عليهم كقوله تعالى قتل الإنسان ما أكفره وأصله الدعاء بالقتل والهلاك ثم جرى مجرى لعن والخراصون الكذابون المقدرون ما لا صحة له وهم أصحاب القول المختلف كأنه قيل قتل هؤلاء الخراصون وقرئ قتل الخراصين أي قتل الله «الذين هم في غمرة» من الجهل والضلال «ساهون» غافلون عما أمروا به «يسألون أيان يوم الدين» أي متى وقوع يوم الجزاء لكن لا بطريق الاستعلام حقيقة بل بطريق الاستعجال استهزاء وقرئ إيان بكسر الهمزة «يوم هم على النار يفتنون» جواب للسؤال أي يقع يوم هم على النار يحرقون
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة