تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٤ - الصفحة ٢٤١
نؤخره» أي ذلك اليوم الملحوظ بعنواني الجمع والشهود «إلا لأجل معدود» إلا لانقضاء مدة قليلة مضروبة حسبما تقتضيه الحكمة «يوم يأت» أي حين يأتي ذلك اليوم المؤخر بانقضاء أجله كقوله تعالى أن تأتيهم الساعة وقيل يوم يأتي الجزاء الواقع فيه وقيل أي الله عز وجل فإن المقام مقام تفخيم شأن اليوم وقرئ بإثبات الياء على الأصل «لا تكلم نفس» أي لا تتكلم بما ينفع وينجي من جواب أو شفاعة وهو العامل في الظرف أو الانتهاء المحذوف في قوله تعالى إلا لأجل معدود أي ينتهي الأجل يوم يأتي أو المضمر المعهود أعني اذكر «إلا بإذنه» عز سلطانه في التكلم كقوله تعالى لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وهذا في موطن من مواطن ذلك اليوم وقوله عز وجل هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون في موقف آخر من مواقفه كما أن قوله سبحانه يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها في آخر منها أو المأذون فيه الجوابات الحقة والممنوع عنه الأعذار الباطلة نعم قد يؤذن فيها أيضا لإظهار بطلانها كما في قول الكفرة والله ربنا ما كنا مشركين ونظائره «فمنهم شقي» وجبت له النار بموجب الوعيد «وسعيد» أي ومنهم سعيد حذف الخبر لدلالة الأول عليه وهو من وجبت له الجنة بمقتضى الوعد والضمير لأهل الموقف المدلول عليهم بقوله لا تكلم نفس أو للناس وتقديم الشقي على السعيد لأن المقام مقام التحذير والإنذار «فأما الذين شقوا» أي سبقت لهم الشقاوة «ففي النار» أي مستقرون فيها «لهم فيها زفير وشهيق» الزفير إخراج النفس والشهيق رده واستعمالهما في أول النهيق وآخره قال الشماخ يصف حمار الوحش * بعيد مدى التطريب أول صوته * زفير ويتلوه شهيق محشرج * والمراد بهما وصف شدة كربهم وتشبيه حالهم بحال من استولت على قلبه الحرارة وانحصر فيه روحه أو تشبيه صراخهم بأصوات الحمير وقرئ شقوا بالضم والجملة مستأنفة كأن سائلا قال ما شأنهم فيها فقيل لهم فيها كذا وكذا أو منصوبة المحل على الحالية من النار أو من الضمير في الجار والمجرور كقوله عز اسمه «خالدين فيها» خلا أنه إن أريد حدوث كونهم في النار فالحال مقدرة «ما دامت السماوات والأرض» أي مدة دوامهما وهذا التوقيت عبارة عن التأييد ونفى الانقطاع بناء على منهاج قول العرب ما دام تعار وما أقام ثبير وما لاح كوكب وما اختلف الليل والنهار وما طما البحر وغير ذلك من كلمات التأبيد لا تعليق قرارهم فيها بدوام هذه السماوات والأرض فإن النصوص القاطعة دالة على تأبيد قرارهم فيها وانقطاع دوامهما وإن أريد التعليق فالمراد سماوات الآخرة وأرضها كما يدل على ذلك النصوص كقوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وقوله تعالى وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء وجزم كل أحد بأن أهل الآخرة
(٢٤١)
مفاتيح البحث: الشفاعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 8 - سورة الأنفال 2
2 قوله تعالى: إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون. 15
3 (الجزء العاشر) قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و للرسول ولذي القربى واليتامى الخ 22
4 9 - سورة التوبة 39
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل الخ 62
6 قوله تعالى: إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي السبيل الله وابن السبيل. 76
7 (الجزء الحادي عشر) قوله تعالى: إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء رضوا بأن يكونوا مع الخوالف. 93
8 قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة الخ. 111
9 10 - سورة يونس عليه السلام 115
10 قوله تعالى: الذين أحسنوا الحسنى وزيادة. 138
11 قوله تعالى: واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت. 164
12 11 - سورة هود عليه السلام 182
13 (الجزء الثاني عشر) قوله تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها. 186
14 قوله تعالى: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها إن ربي فغفور رحيم. 209
15 قوله تعالى: وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 231
16 12 - سورة يوسف عليه السلام 250
17 قوله تعالى: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي. 285
18 قوله تعالى: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض. 308