الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٩٩
تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله على كل أفاك أثيم قال كذاب من الناس يلقون السمع قال ما سمعه الشيطان ألقاه على كل أفاك كذاب من الناس * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تنزل على كل أفاك أثيم قال الأفاك الكذاب وهم الكهنة تسترق الجن السمع ثم يأتون به إلى أوليائهم من الانس وفي قوله يلقون السمع وأكثرهم كاذبون قال كانت الشياطين تصعد إلى السماء فتسمع ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم فتحدث الكهنة بما أنزلت به الشياطين من السمع وتخلط به الكهنة كذبا كثيرا فيحدثون به الناس فأما ما كان من سمع السماء فيكون حقا وأما ما خلطوا به من الكذب فيكون كذبا * وأخرج البخاري ومسلم وابن مردويه عن عائشة قالت سال أناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال إنهم ليسوا بشئ فقالوا يا رسول الله انهم يحدثوننا أحيانا بالشئ يكون حقا قال تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة * وأخرج البخاري وابن المنذر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تحدث في العنان والعنان والغمام بالامر في الأرض فيسمع الشيطان الكلمة فيقرها في أذن الكاهن كما تقر القارورة فيزيدون معها مائة كذبة * قوله تعالى (والشعراء) الآيات * أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون الآيات * وأخرج ابن جرير عن الضحاك مثله * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال تهاجى شاعران في الجاهلية وكان مع كل واحد منهما فئام من الناس فأنزل الله والشعراء يتبعهم الغاوون * وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن وأبى حاتم وابن عساكر عن عروة قال لما نزلت والشعراء إلى قوله مالا يفعلون قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله قد علم الله أنى منهم فأنزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله ينقلبون * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو داود في ناسخه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي حسن سالم البراد قال لما نزلت والشعراء الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم يبكون فقالوا يا رسول الله لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم انا شعراء أهلكنا فأنزل الله الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاها عليهم * وأخرج عبد ابن حميد والحاكم عن أبي الحسن مولى بنى نوفل أن عبد بن رواحة وحسان بن ثابت أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت الشعراء يبكيان وهو يقرأ والشعراء يتبعهم الغاوون حتى بلغ الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال أنتم وذكروا الله كثيرا قال أنتم وانتصروا من بعدما ظلموا قال أنتم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال الكفار * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال هم الكفار يتبعون ضلال الجن والإنس في كل واد يهيمون في كل لغو يخوضون وأنهم يقولون مالا يفعلون أكثر ولهم مكذبون ثم استثنى منهم فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا في كلامهم وانتصروا من بعدما ظلموا قال ردوا على الكفار الذين كانوا يهجون المؤمنين * وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس والشعراء قال المشركون منهم الذين كانوا يهجون النبي صلى الله عليه وسلم يتبعهم الغاوون غواة الجن في كل واد يهيمون في كل فن من الكلام يأخذون ثم استثنى فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات يعنى حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك كانوا يذبون عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هجاء لمشركين * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس يتبعهم الغاوون قال هم الرواة * وأخرج البخاري في الأدب وأبو داود في ناسخه عن ابن عباس قال والشعراء يتبعهم الغاوون فنسخ من ذلك واستثنى فقال الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا * وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا قال أبو بكر وعمر وعلى وعبد الله بن رواحة * وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه وأبو يعلى وابن مردويه عن كعب بن مالك أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان الله قد أنزل في الشعراء ما أنزل فكيف ترى فيه فقال إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنما بوجههم مثل نضج النبل * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد قال بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست