الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٠١
ابن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحمى اعراض المسلمين فقال عبد الله بن رواحة أنا وقال كعب بن مالك أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انك تحسن الشعر وقال حسان بن ثابت أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهجهم فان روح القدس سيعينك * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا نضر القوم سلاحهم أنفسهم فألسنتهم أحق فقام رجل فقال يا رسول الله أنا قال لست هناك فجلس فقام آخر فقال يا رسول الله أنا فقال بيده معنى اجلس فقام حسان فقال يا رسول الله ما يسرني به مقولا بين صنعاء وبصرى وانك ما سببت قوما قط بشئ هو أشد عليهم من شئ يعرفونه فمر بي إلى من يعرف أيامهم وبيوتاتهم حتى أضع لساني فامر به إلى أبى بكر * وأخرج ابن سعد عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثلاثة من كفار قريش أبو سفيان بن الحرث وعمرو بن العاص وابن الزبعرى قال قائل لعلى أهج عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال على أن أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت فقال الرجل يا رسول الله ائذن لعلى كيما يهجو عنا هؤلاء القوم الذين قد هجونا فقال ليس هناك ثم قال للأنصار ما يمنع القوم الذين قد نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلاحهم وأنفسهم أن ينصروه بألسنتهم فقال حسان بن ثابت أنا لها يا رسول الله وأخذ بطرف لسانه فقال والله ما يسرني بهم مقولا بين بصرى وصنعاء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تهجوهم وثامنهم فقال انى أسلك منهم كما تسل الشعرة من العجين فكان يهجوهم ثلاثة من الأنصار يجيبونهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة فكان حسان وكعب يعارضانهم بمثل قولهم بالوقائع والأيام والمآثر ويعيرونهم بالمناقب وكان ابن رواحة يعيرهم بالكفر وينسبهم إلى الكفر ويعلم انه ليس فيهم شئ شرا من الكفر وكانوا في ذلك الزمان أشد القول عليهم قول حسان وكعب وأهون القول عليهم قول ابن رواحة فلما أسلموا وفقهوا الاسلام كان أشد القول عليهم قول ابن رواحة * وأخرج ابن أبي شيبة عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشعر حكما * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إن من الشعر حكما * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من الشعر حكما وان من البيان سحرا * وأخرج ابن أبي حاتم عن فضالة ابن عبيد في قوله وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون قال هؤلاء الذين يخربون البيت * وأخرج أحمد عن أبي امامة بن سهل حنيف قال سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول أتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنزا لكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يبايع رجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت الا أهله فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب ثم تجئ الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده ابدا وهم الذين يستخرجون كنزه * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال من آخر أمر الكعبة ان الحبشة يغزون البيت فيتوجه المسلمون نحوهم فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى الا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقى عجاج من الناس * وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة * وأخرج ابن أبي شيبة عن علي ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل من الحبش أصلع أجمع حمش الساقين جالس عليها وهو يهدمها * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمرو قال كأني به أصيلع أفيدع قائم عليها يهدمها بمسحاته * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت كتب أبى في وصيته سطرين بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أبو بكر بن أبي قحافة عند خروجه من الدنيا حين يؤمن الكافر ويتقى الفارج ويصدق الكاذب انى استخلفت عليكم عمر بن الخطاب فان يعدل فذلك ظني به ورجائي فيه وان يجر ويبدل فلا أعلم الغيب وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون * وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن رباح قال كان صفوان بن مجرز إذا قرأ هذه الآية بكى وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست