الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٩٥
بكتاب محمد فقال لهم الله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مبشر بن عبيد القرشي في قوله أولم يكن لهم آية يقول أولم يكن لهم القرآن آية * وأخرج ابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية العوفي في قوله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل قال كانوا خمسة أسد وأسيد وابن يامين وثعلبة وعبد الله بن سلام * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ولو نزلناه على بعض الأعجمين قال يقول لو نزلنا هذا القرآن على بعض الأعجمين لكانت العرب أشر الناس فيه لا يفهمونه ولا يدرون ما هو * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ولو نزلناه على بعض الأعجمين قال لو أنزله الله عجميا لكانوا أخسر الناس به لانهم لا يعرفون العجمية * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله ولو نزلناه على بعض الأعجمين قال الفرس * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في قوله كذلك سلكناه قال الشرك جعلناه في قلوب المجرمين * وأخرج ابن أبى حاتم عن أبي جهضم قال رؤى النبي صلى الله عليه وسلم كأنه متحير فسألوه عن ذلك فقال ولم ورأيت عدوى يلون أمر أمتي من بعدي فنزلت أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون فطابت نفسه * وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن عبد الملك انه كان لا يدع ان يقول في خطبته كل جمعة انما أهل الدنيا فيها على وجل لم تمض لهم نية ولم تطمئن لهم دار حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك لا يدوم نعيمها ولا تؤمن فجعلتها ولا يبقى فيها شئ ثم يتلو أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد في قوله وما أهلكنا من قرية الا لها منذرون قال الرسل * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما أهلكنا من قرية الا لها منذرون قال ما أهلك الله من قرية الا من بعدما جاءتهم الرسل والحجة والبيان من الله ولله الحجة على خلقه ذكرى قال تذكرة لهم وموعظة وحجة لله وما كنا ظالمين يقول ما كنا لنعذبهم الا من بعد البينة والحجة والعذر حتى نرسل الرسل وننزل الكتب وفي قوله وما تنزلت به الشياطين يعنى القرآن وما ينبغي لهم أن ينزلوا به وما يستطيعون يقول لا يقدرون على ذلك ولا يستطيعونه انهم عن السمع لمعزولون قال عن سمع السماء * وأخرج ابن أبى حاتم عن ابن زيد في قوله وما تنزلت به الشياطين قال زعموا أن الشياطين تنزلت به على محمد فأخبرهم الله انها لا تقدر على ذلك ولا تستطيعه وما ينبغي لهم ان ينزلوا بهذا وهو محجور عليهم * قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) * أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان وفي الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا وعم وخص فقال يا معشر قريش أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى قصي أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا معشر بنى عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا بنى عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا ولا نفعا يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا الا ان لكم رحما وسأبلها ببلالها * وأخرج أحمد ومسلم والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا فاطمة ابنة محمد يا صفية ابنة عبد المطلب يا بنى عبد المطلب لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم * وأخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن مردويه عن عروة مرسلا مثله * وأخرج مسدد ومسلم والنسائي وابن جرير والبغوي في معجمه والباوردي والطحاوي وأبو عوانة وابن قانع والطبراني وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن قبيصة بن مخارق وزفير بن عمر وقالا لما نزلت وأنذر عشيرتك الأقربين انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربوة من جبل فعلا أعلاها حجرا ثم قال يا بنى عبد مناف انى نذير لكم انما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشى أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف يا صباحاه يا صباحاه أتيتم أتيتم * وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال لما نزلت
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست