الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٠٤
جسيما أشقر غزاء لا يسمع بملك الا أتاه فقاتله فدوخه يأمر الشياطين فيجعلون له دارا من قوارير فيحمل ما يريد من آلة الحرب فيها ثم يأمر العاصف فتحمله من الأرض ثم يأمر الرخاء فتقدمه حيث شاء * وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن كثير قال قال سليمان بن داود لبني إسرائيل ألا أريكم بعض ملكي اليوم قالوا بلى يا نبي الله قال يا ريح ارفعينا فرفعتهم الريح فجعلتهم بين السماء والأرض ثم قال يا طير أظلينا فأظلتهم الطير بأجنحتها لا يرون الشمس قال با بني إسرائيل أي ملك ترون قالوا نرى ملكا عظيما قال قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير خير من ملكي هذا ومن الدنيا وما فيها يا بني إسرائيل من خشى الله في السر والعلانية وقصد في الغنى والفقر وعدل في الغضب والرضا وذكر الله على كل حال فقد أعطى مثل ما أعطيت * قوله تعالى (وحشر لسليمان جنوده) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير كان يوضع لسليمان عليه السلام ثلثمائة ألف كرسي فيجلس مؤمنو الانس مما يليه ومؤمنو الجن من ورائهم ثم يأمر الطير فتظله ثم يأمر الريح فتحمله فيمرون على السنبلة فلا يحركونها * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله فهم يوزعون قال يدفعون * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله فهم يوزعون قال جعل على كل صنف منهم وزعة ترد أولاها على أخراها لئلا يتقدموا في المسير كما تصنع الملوك * وأخرج الطبراني والطستي في مسائله عن ابن عباس ان نافع بن الأزرق سأله عن قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم حتى تنام الطير قال وهل تعرف العرب ذلك قال نعم أو ما سمعت قول الشاعر وزعت رعيلها بأقب نهد * إذا ما القوم شدوا بعد خمس * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد وأبى رزين في قوله فهم يوزعون قال يحبس أولهم على آخرهم * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة فهم يوزعون قال يرد أولهم على آخرهم * قوله تعالى (حتى إذا أتوا على وادى النمل) * اخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله حتى إذا أتوا على وادى النمل قال ذكر لنا انه واد بأرض الشام * وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال النملة التي فقه سليمان كلامها كانت من الطير ذات جناحين ولولا ذلك لم يعرف سليمان ما تقول * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال النمل من الطير * وأخرج البخاري في تاريخه وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن نوف قال كان النمل في زمن سليمان بن داود أمثال الذباب وفي لفظ مثل الذباب * وأخرج عبد بن حميد عن الحكم قال كان النمل في زمان سليمان أمثال الذباب * وأخرج ابن المنذر عن وهب ابن منبه قال أمر الله الريح قال لا يتكلم أحد من الخلائق بشئ في الأرض بينهم الا حملته فوضعته في اذن سليمان فبذلك سمع كلام النملة * وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سيرين انه سئل عن التبسم في الصلاة فقرأ هذه الآية فتبسم ضاحكا من قولها وقال لا أعلم التبسم الا ضحكا * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله أوزعني قال ألهمني * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين قال مع الأنبياء والمؤمنين * قوله تعالى (وتفقد الطير) الآيات * أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير قال إن سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء وكان الهدهد يدل سليمان على الماء فاردا أن يسأله عنه ففقده وقيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقى عليه التراب ويضع له الصبى الحبالة فيغيبها فيصيده فقال إذا جاء القضاء ذهب البصر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى حاتم عن يوسف بن ماهك انه حدث ان نافع بن الأزرق صاحب الأزارقة كان يأتي عبد الله بن عباس فإذا أفتى ابن عباس يرى هو انه ليس بمستقيم يقول قف من أين أفتيت بكذا وكذا ومن أين كان فيقول ابن عباس رضي الله عنهما أو مات من كذا وكذا حتى ذكر يوما الهدهد فقال يعرف بعد مسافة الماء في الأرض فقال له ابن الأزرق قف قف يا ابن العباس كيف تزعم أن الهدهد يرى مسافة الماء من تحت الأرض وهو ينصب له الفخ فيذر عليه التراب فيصطاد فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا لم أقل له شيئا ان البصر ينفع ما لم
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست