عباس رضي الله عنهما يقول التسع آيات موس وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين في بواديهم ومواشيهم ونقص من الثمرات في أمصارهم وفي قوله فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قال بينة وجحدوا بها قال كذبت القوم بآيات الله بعدما استيقنتها أنفسهم انها حق والجحود لا يكون الا من بعد المعرفة * وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله ظلما وعلوا قال تعظما واستكبارا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا قال تكبروا وقد استيقنتها أنفسهم وهذا من التقديم والتأخير * وأخرج عبد بن حميد عن الأعمش انه قرأ ظلما وعليا وقرأ عاصم وعلوا برفع العين واللام * قوله تعالى (ولقد آتينا داود وسليمان علما) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال كان داود أعطى ثلاثا سخرت له الجبال يسبحن معه وألين له الحديد وعلم منطق الطير وأعطى سليمان منطق الطير وسخرت له الجن وكان ذلك مما ورث عنه ولم تسخر له الجبال ولم يلن له الحديد * وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب ان الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها الا كان حمده أفضل من نعمته ان كنت لا تعرف ذلك في كتاب الله المنزل قال الله عز وجل ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وأي نعمة أفضل مما أوتى داود وسليمان * قوله تعالى (وورث سليمان داود) * أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وورث سليمان داود قال ورثة نبوته وملكه وعلمه * قوله تعالى (وقال يا أيها الناس) * أخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي قال الناس عندنا أهل العلم * قوله تعالى (علمنا منطق الطير) * أخرج ابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود قال كنت عند عمر بن الخطاب فدخل علينا كعب الحبر فقال يا أمير المؤمنين الا أخبرك بأغرب شئ قرأت في كتب الأنبياء ان هامة جاءت إلى سليمان فقالت السلام عليك يا نبي الله فقال وعليك السلام يا هام أخبريني كيف لا تأكلين الزرع فقالت يا نبي الله لان آدم عصى ربه في سببه لذلك لا آكله قال فكيف لا تشربين الماء قالت يا نبي الله لان الله أغرق بالماء قوم نوح من أجل ذلك تركت شربه قال فكيف تركت العمران وأسكنت الخراب قالت لان الخراب ميراث الله وأنا أسكن في ميراث الله وقد ذكر الله ذلك في كتابه فقال وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها إلى قوله وكنا نحن الوارثين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وابن أبي حاتم عن أبي الصديق الناجي قال خرج سليمان بن داود يستسقى بالناس فمر بنملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي تقول اللهم انا خلق من خلقك ليس بنا غنى عن رزقك فاما ان تسقينا واما ان تهلكنا فقال سليمان للناس ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم * قوله تعالى (وأوتينا من كل شئ) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال كان داود يقضى بين البهائم يوما وبين الناس يوما فجاءت بقرة فوضعت قرنها في حلقة الباب ثم تنغمت كما تنغم الوالدة على ولدها وقالت كنت شابة كانوا ينتجوني ويستعملوني ثم انى كبرت فأرادوا أن يذبحوني فقال داود أحسنوا إليها ولا تذبحوها ثم قرأ علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ * وأخرج الحاكم في المستدرك عن جعفر بن محمد قال أعطى سليمان ملك مشارق الأرض ومغاربها فملك سليمان سبعمائة سنة وستة أشهر مالك أهل الدنيا كلهم من الجن والإنس والدواب والطير والسباع وأعطى كل شئ ومنطق كل شئ وفي زمانه صنعت الصنائع المعجبة حتى إذا أراد الله ان يقبضه إليه أوحى إليه ان استودع علم الله وحكمته أخاه وولد داود كانوا أربعمائة وثمانين رجلا أنبياء بلا رسالة قال الذهبي هذا باطل * وأخرج الحاكم عن محمد بن كعب قال بلغنا ان سليمان كان عسكره مائة فرسخ خمسة وعشرون منها للانس وخمسة وعشرون للجن وخمسة وعشرون للوحش وخمسة وعشرون للطير وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب فيها ثلثمائة صريحة وسبعمائة سرية وأمر الريح العاصف فرفعته فامر الريح فسارت به فأوحى الله إليه انى زدتك في ملكان ان لا يتكلم أحد بشئ الا جاءت الريح فأخبرتك * وأخرج عبد الله ابن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن وهب بن منبه قال مر سليمان بن داود وهو في ملكه قد حملته الريح على رجل حراث من بني إسرائيل فلما رآه قال سبحان الله لقد أوتى آل داود ملكا فحملتها الريح فوضعتها في أذنه فقال ائتوني بالرجل فأتى به فقال ماذا قلت فأخبره فقال سليمان انى خشيت عليك الفتنة لثواب سبحان الله عند الله يوم القيامة أعظم مما أوتى آل داود فقال الحراث أذهب الله همك كما أذهبت همى قال وكان سليمان رجلا أبيض
(١٠٣)