الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٩٤
وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس انه سئل عن قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة فقال بعث الله عليهم وهدة وحرا شديدا فاخذ بأنفاسهم فدخلوا أجواف البيوت فدخل عليهم أجواف البيوت فاخذ بأنفاسهم فخرجوا من البيوت هرابا إلى البرية فبعث الله عليهم سحابة فأظلتهم من الشمس فوجدوا لها بردا ولذة فنادى بعضهم بعضا حتى إذا اجتمعوا تحتها أسقطها الله عليهم نارا فذلك قوله عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال ذكر لنا أنه سلط الله عليهم الحر سبعة أيام لا يظلهم ظل ولا ينفعهم منه شئ فبعث الله عليهم سحابة فلحقوا إليها يلتمسون الروح في ظلها فجعلها الله عليهم عذابا فأحرقتهم بعثت عليهم نارا فاضطرمت فأكلتهم فذلك عذاب يوم الظلة * وأخرج عبد بن حميد عن علقمة فاخذهم عذاب يوم الظلة قال أصابهم الحر حتى أقلقهم من بيوتهم فخرجوا ورفعت لهم سحابة فانطلقوا إليها فلما استظلوا بها أرسلت إليهم فلم ينفلت منهم أحد * وأخرج الحاكم عن زيد بن أسلم قال كان ينهاهم عن قطع الدراهم فاخذهم عذاب يوم الظلة حتى إذا اجتمعوا كلهم كشف الله عنهم الظلة وأحمى عليهم الشمس فاحترقوا كما يحترق الجراد في المقلى * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم عن مجاهد في قوله فاخذهم عذاب يوم الظلة قال ظلل من العذاب أتاهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة فكذبه * وأخرج الفريابي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال من حدثك من العلماء ما عذاب يوم الظلة 7 قال أخذهم حر أقلقهم من بيوتهم فأنشئت لهم سحابة فأتوها فصيح بهم فيها والله أعلم * قوله تعالى (وانه لتنزيل رب العالمين) * أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة وانه لتنزيل رب العالمين قال هذا القرآن نزل به الروح الأمين قال جبريل * وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نزل به الروح الأمين قال الروح جبريل رأيت له ستمائة جناح من لؤلؤ قد نشرها فهم مثل ريش الطواويس * وأخرج ابن مردويه عن الحسن أظنه عن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان الروح الأمين نفت في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وان أبطأ عليها * وأخرج ابن أبى شيبة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها لناس انه ليس من شئ يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار الا قد أمرتكم به وانه ليس شئ يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة الا قد نهيتكم عنه وان الروح الأمين نفث في روعي انه ليس من نفس تموت حتى تستوفى رزقها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله فإنه لا ينال ما عند الله الا بطاعته * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله بلسان عربي مبين قال بلسان قريش ولو كان غير عربي ما فهموه * وأخرج ابن النجار في تاريخه عن ابن عباس والبيهقي في شعب الايمان عن بريدة في قوله بلسان عربي مبين قال بلسان جرهم * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بريدة مثله * وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن سلام قال كان نفر من قريش من أهل مكة قدموا على قوم من يهود من بني قريظة لبعض حوائجهم فوجدوهم يقرؤن التوراة فقال القرشيون ماذا نلقى ممن يقرأ توراتكم هذه لهؤلاء أشد علينا من محمد وأصحابه فقال اليهود نحن من أولئك برآء أولئك يكذبون على التوراة وما أنزل الله في الكتب انما أرادوا عرض الدنيا فقال القرشيون فإذا لقيتموهم فسودوا وجوهم وقال المنافقون ما يعلمه الا بشر مثله وأنزل الله وانه لتنزيل رب العالمين إلى قوله وانه لقى زبر الأولين يعنى النبي صلى الله عليه وسلم وصفته ونعته وأمره * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد وانه لفي زبر الأولين يقول في الكتب التي أنزلها على الأولين * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وانه لفي زبر الأولين قال كتب الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل قال يعنى بذلك اليهود والنصارى كانوا يعلمون أنهم يجدون محمدا مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل انه رسول الله * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ أولم يكن لهم آية بالياء * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله أولم يكن لهم آية ان يعلمه علماء بني إسرائيل قال عبد الله بن سلام وغيره من علمائهم * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال كان عبد الله بن سلام من علماء بني إسرائيل وكان من خيارهم فآمن
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست