الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٧٠
خلف بعظم نخرة فجعل يفته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم قال من يحيى العظام وهي رميم فأنزل الله أولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين إلى قوله وهو بكل شئ عليم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت هذه الآية في أبى جهل بن هشام جاء بعظم حائل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذراه فقال من يحيى العظام وهي رميم فقال الله يا محمد مقل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وضرب لنا مثلا قال أبي بن خلف جاء بعظم فقال يا محمد أتعدنا انا إذا متنا فكنا مثل هذا العظم البالي في يده ففته وقال من يحيينا إذا كنا مثل هذا * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله وضرب لنا مثلا الآية قال نزلت في أبي بن خلف جاء بعظم نخر فجعل يذره في الريح فقال أنى يحيى الله هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم يحيى الله هذا ويدخلك النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله أولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة قال نزلت في أبي بن خلف أتى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه عظم قد دثر فجعل يفته بين أصابعه ويقول يا محمد أنت الذي تحدث ان هذا يحيا بعدما قد بلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم ليميتن الاخر ثم ليحيينه ثم ليدخلنه النار * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه قال جاء أبي بن خلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده عظم حائل فقال يا محمد أنى يحيى الله هذا فأنزل الله وضرب لنا مثلا ونسى خلقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقها قبل أن تكون أعجب من احيائها وقد كانت * وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة بن لزبير رضي الله عنه قال لما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ان الناس يحاسبون بأعمالهم ومبعوثون يوم القيامة أنكروا ذلك انكارا شديدا فعمد أبي بن خلف إلى عظم حائل قد نخر ففته ثم ذراه في الريح ثم قال يا محمد إذا بليت عظامنا انا لمبعوثون خلقا جديدا فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من استقباله إياه بالتكذيب والأذى في وجهه وجدا شديدا فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا يقول الذي أخرج هذه النار من هذا الشجر قادر على أن يبعثه وفي قوله أو ليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر الآية قال هذا مثل قوله انما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون قال ليس من كلام العرب أهون ولا أخف من ذلك فامر الله كذلك * (سورة الصافات مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال نزلت سورة الصافات بمكة * وأخرج النسائي والبيهقي في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا بالصافات * وأخرج ابن أبي داود في فضائل القرآن وابن النجار في تاريخه عن نهشل بن سعيد الورداني عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس والصافات يوم الجمعة ثم سال الله أعطاه سؤله * وأخرج أبو نعيم في الدلائل والسلفي في الطيور يأت عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم أهل حضرموت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو وليعة حمزة ومحرش ومشرح وأبضعة وأختهم العمردة وفيهم الأشعث بن قيس وهو أصغرهم فقالوا أبيت اللعن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لست ملكا أنا محمد بن عبد الله قالوا نسميك باسمك قال لكن الله سماني وأنا أبو القاسم قالوا يا أبا القاسم انا قد خبأنا لك خبيئا فما هو إذ كانوا خبأوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرادة في حمية سمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله انما يفعل هذا بالكاهن وان الكاهن والكهانة والتكهن في النار فقالوا يا رسول الله كيف نعلم أنك رسول الله فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حصى فقال هذا يشهد أنى رسول الله فسبح الحصى في يده قالوا نشهد انك رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله بعثني بالحق وأنزل على كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد أثقل في الميزان من الجبل العظيم وفي الليلة الظلماء مثل نور الشهاب قالوا فأسمعنا منه فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والصافات صفا حتى
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»
الفهرست