الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٦٢
الجنة عاص * وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله الآية قال كان لا يستأذنه إذا غزا لا المنافقون فكان لا يحل لأحد ان يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتخلف بعده إذا غزا ولا تنطلق سرية الا باذنه ولم يجعل الله للنبي صلى الله عليه وسلم ان يأذن لأحد حتى نزلت الآية انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع يقول أمر طاعة لم يذهبوا حتى يستأذنوه الآية فجعل الاذن إليه يأذن لمن يشاء فكان إذا جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس لأمر يأمرهم وينهاهم صبر المؤمنون في مجالسهم وأحبوا ما أحدث لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يوحى إليه وبما أحبوا وكرهوا فإذا كان شئ مما يكره المنافقون خرجوا يتسللون يلوذ الرجل بالرجل يستتر لكي لا يراه النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى ان الله تعالى يبصر الذين يتسللون منكم لو إذا * قوله تعالى (ألا ان لله ما في السماوات والأرض) الآية * أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله قد يعلم ما أنتم عليه الآية قال ما كان قوم قط على أمر ولا على حال الا كانوا بعين الله والا كان عليهم شاهد من الله * وأخرج أبو عبيد في فضائله والطبراني بسند حسن عن عقبة بن عامر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية يعنى خاتمة سورة النور وهو جاعل أصبعيه تحت عينيه يقول والله بكل شئ بصير والله أعلم * (سورة الفرقان مكية) * * أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال نزلت سورة الفرقان بمكة * وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير قال نزلت بمكة سورة الفرقان * وأخرج مالك والشافعي والبخاري ومسلم وابن جرير وابن حبان والبيهقي في سننه عن عمر بن الخطاب قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت كذبت فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها على غير ما قرأت فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت انى سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهشام اقرأ فقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ثم قال اقرأ يا عمر فقرأت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك أنزلت ان هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه * وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح فقرأ سورة الفرقان فاسقط آية فلما سلم قال هل في القوم أبى فقال أبى ها أنا يا رسول الله فقال ألم أسقط آية قال بلى قال فلم لم تفتحها على قال حسبتها آية نسخت قال لا ولكني أسقطتها والله تعالى أعلم * قوله تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال تبارك تفاعل من البركة * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله تبارك الذي نزل الفرقان على عبده قال هو القرآن فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق الله به بين الحق والباطل ليكون للعالمين نذيرا قال بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذيرا من الله لينذر الناس باس الله ووقائعه بمن خلا قبلكم وخلق كل شئ فقدره تقديرا قال بين لكل شئ من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم واتخذوا من دونه آلهة قال هي هذه الأوثان التي تعبد من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون وهو الله الخالق الرازق وهذه الأوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا يعنى بعثا وقال الذين كفروا ان هذا هذا قول مشركي العرب الإفك هو الكذب افتراه وأعانه عليه أي على حديثه هذا وأمره قوم آخرون فقد جاؤوا فقد أتوا ظلما وزورا أساطير الأولين قال كذب الأولين وأحاديثهم وقالوا ما لهذا الرسول قال عجب الكفار من ذلك أن يكون رسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها قال الله يرد عليهم تبارك الذي ان شاء جعل لك خيرا من ذلك يقول خيرا مما قال الكفار من الكنز والجنة جنات تجرى من تحتها الانهار ويجعل لك قصورا قال وانه والله من دخل الجنة ليصيبن
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست