الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٧
يقول لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد لهذا عمر ولهذا عمر هو أنقص من عمره كل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ * وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال ما من يوم يعمر في الدنيا الا ينقص من أجله * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره قال ليس يوم يسلبه من عمره الا في كتاب كل يوم في نقصان * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب قال مكتوب في أول الصحيفة عمره كذا وكذا ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخر عمره * وأخرج ابن أبي حاتم عن حسان بن عطية في قوله ولا ينقص من عمره قال كل ما ذهب من يوم وليلة فهو نقصان من عمره * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر الا كتب الله له أجله في بطن أمه ولا ينقص من عمره يوم تضعه أمه بالغا ما بلغ يقول لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد لذا عمر ولذا عمر هو أنقص من عمر هذا وكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغا ما بلغ * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال ألا ترى الناس يعيش الانسان مائة سنة وآخر يموت حين يولد فهو هذا * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في الآية قال ليس من مخلوق الا كتب الله له عمره جملة فكل يوم يمر به أو ليلة يكتب نقص من عمر فلان كذا وكذا حتى يستكمل بالنقصان عدة ما كان له من أجل مكتوب فعمره جميعا في كتاب ونقصانه في كتاب * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني في الآية قال لا يذهب من عمر انسان يوم ولا شهر ولا ساعة الا ذلك مكتوب محفوظ معلوم * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال أما العمر فمن بلغ ستين سنة وأما الذي ينقص من عمره فالذي يموت قبل ان يبلغ ستين سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله وما يعمر من معمر قال في بطن أمه * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ولا ينقص من عمره قال ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمسة وأربعين ليلة فيقول أي رب أشقى أم سعيد ذكر أم أنثى فيقول الله ويكتبان ثم يكتب عمله ورزقه وأجله وأثره ومصيبته ثم تنطوي الصحيفة فلا يزاد فيها ولا ينقص منها * وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة اللهم أمتعني بزوجي النبي صلى الله عليه وسلم وبأبي أبى سفيان وبأخي معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإنك سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة ولن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سالت الله أن يعيذك من عذاب النار أو عذاب القبر كان خيرا وأفضل * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان في بني إسرائيل اخوان ملكان على مدينتين وكان أحدهما بارا برحمه عادلا على رعيته وكان الآخر عاقا برحمه جائرا على رعيته وكان في عصرهما نبي فأوحى الله إلى ذلك النبي انه قد بقى من عمر هذا البار ثلاث سنين وبقى من عمر هذا العاق ثلاثون سنة فأخبر النبي رعية هذا ورعية هذا فأحزن ذلك رعية العادل وأحزن ذلك رعية الجائر ففرقوا بين الأمهات والأطفال وتركوا الطعام والشراب وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل ويزيل عنهم الجائر فأقاموا ثلاثا فأوحى الله إلى ذلك النبي ان أخبر عبادي أني قد رحمتهم وأجبت دعاءهم فجعلت ما بقى من عمر هذا البار لذلك الجائر وما بقى من عمر الجائر لهذا البار فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام ثلاث سنين وبقى العادل فيهم ثلاثين سنة ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله يسير * قوله تعالى (وما يستوي البحران) * أخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان عن أبي جعفر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي جعله عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما يستوي البجران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج قال الأجاج المر ومن كل تأكلون لحما طريا أي منهما جميعا وتستخرجون حلية تلبسونها هذا اللؤلؤ وترى الفلك فيه مواخر قال السفن مقبلة ومدبرة تجرى بريح واحدة
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست