الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٤٥
عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال الغرة في الحياة الدنيا ان يغتر بها وتشغله عن الآخرة ان يمهد لها ويعمل لها كقول العبد إذا أقضى إلى الآخرة يا ليتني قدمت لحياتي والغرة بالله أن يكون العبد في معصية الله ويتمنى على الله المغفرة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا قال عادوه فإنه يحق على كل مسلم عداوته وعداوته أن يعاديه بطاعة الله وفي قوله انما يدعو حزبه قال أولياء ليكونوا من أصحاب السعير أي ليسوقهم إلى النار فهذه عداوته * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله انما يدعو حزبه الآية قال يدعو حزبه إلى معاصي الله وأصحاب معاصي الله أصحاب السعير وهؤلاء حزبه من الانس الا تراه يقول أولئك حزب الشيطان قال والحزب ولاية الذين يتولاهم ويتولونه * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لهم مغفرة وأجر كبير قال كل شئ في القرآن لهم مغفرة وأجر كبير ورزق كريم فهو الجنة * قوله تعالى (أمن زين له سوء عمله) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن أبي قلابة أنه سئل عن هذه الآية أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا أهم عمالنا هؤلاء الذين يصنعون قال ليس هم ان هؤلاء ليس أحدهم يأتي شيئا مما لا يحل له الا قد عرف ان ذلك حرام عليه ان أتى الزنا فهو حرام أو قتل النفس فهو حرام انما أولئك أهل الملل اليهود والنصارى والمجوس وأظن الخوارج منهم لان الخارجي يخرج بسيفه على جميع أهل البصرة وقد عرف أنه ليس ينال حاجته منهم وانهم سوف يقتلونه ولولا أنه من دينه ما فعل ذلك * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن في قوله أفمن زين له سوء عمله قال الشيطان زين لهم والله الضلالات فلا تذهب نفسك عليهم حسرات أي لا تحزن عليهم * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا قال هذا المشرك فلا تذهب نفسك عليهم حسرات كقوله لعلك باخع نفسك * وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه قال أنزلت هذه الآية أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بابى جهل بن هشام فهدى الله عمر رضي الله عنه وأضل أبا جهل ففيهما أنزلت * قوله تعالى (كذلك النشور) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور قال أحيا الله هذه الأرض الميتة بهذا الماء كذلك يبعث الناس يوم القيامة * وأخرج وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال يقوم ملك بالصور بين السماء الأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق لله في السماوات والأرض الا من شاء الله الآيات ثم يرسل الله من تحت العرش منيا كمنى الرجال فتنبت أجسامهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور ويكون بين النفختين ما شاء الله ثم يقوم ملك فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها * وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى قال اما مررت بأرض مجدبة ثم مررت بها مخصبة تهتز خضراء قال بلى قال كذلك يحيى الله الموتى وكذلك النشور * قوله تعالى (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا) * أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله من كان يريد العزة قال بعبادة الأوثان فلله العزة جميعا قال فليتعزز بطاعة الله * قوله تعالى (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله ان العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وتبارك الله قبض عليهن ملك يضمهن تحت جناحه ثم يصعد بهن إلى السماء فلا يمر بهن على جمع من الملائكة الا استغفروا لقائلهن حتى يجئ بهن وجه الرحمن ثم قرأ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه * وأخرج ابن مردويه والديلمي عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله إليه يصعد الكلم الطيب قال ذكر الله والعمل الصالح يرفعه قال أداء الفرائض فمن ذكر الله في أداء فرائضه حمل عمله
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست