الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٦
من تحته ثم يليقها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل ان يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء * وأخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله أن يوحى بأمر تكلم بالوحي فإذا تكلم بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله تعالى فإذا سمع بذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجدا فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيكلمه الله من وحيه بما أراد فيمضى به جبريل عليه السلام على الملائكة عليهم السلام كلما مر بسماء سماء سأله ملائكتها ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول قال الحق وهو العلى الكبير فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل عليه السلام فينتهي جبريل عليه السلام بالوحي حيث أمره الله من السماء والأرض * وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ فرغ من قلوبهم يعنى بالراء والغين المعجمة * واخرج البيهقي وابن أبي شيبة وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس في قوله عز وجل حتى إذا فزع عن قلوبهم قال كان لكل قبيل من الجن مقعد في السماء يستمعون منه الوحي وكان إذا نزل الوحي سمع له صوت كامرار السلسلة على الصفوان فلا ينزل على أهل سماء الا صعقوا حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير وان كان مما يكون في الأرض من أمر الغيب أو موت أو شئ مما يكون في الأرض تكلموا به فقالوا يكون كذا وكذا فسمعته الشياطين فنزلوا به على أوليائهم يقولون يكون العام كذا ويكون كذا فيسمعه الجن فيخبرون الكهنة به والكهنة تخبر به الناس يقولون يكون كذا وكذا فيجدونه كذلك فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم دحروا بالنجوم فقالت العرب حين لم يخبرهم الجن بذلك هلك من في السماء فجعل صاحب الإبل ينحر كل يوم بعيرا وصاحب البقر ينحر كل يوم بقرة وصاحب الغنم شاة حتى أسرعوا في أموالهم فقالت ثقيف وكانت أعقل العرب أيها الناس أمسكوا عليكم أموالكم فإنه لم يمت من في السماء وان هذا ليس بانتشار ألستم ترون معالمكم من النجوم كما هي والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار قال فقال إبليس لقد حدث اليوم في الأرض حدث فائتوني من تربة كل أرض فاتوه بها فجعل يشمها فلما شم تربة مكة قال من ههنا جاء الحديث منتشرا فنقبوا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث * واخرج أبو داود والبيهقي في الأسماء والصفات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء الدنيا صلصلة كجر السلسلة على الصفا فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام فإذا جاءهم جبريل عليه السلام فزع عن قلوبهم فيقولون يا جبريل ماذا قال ربنا فيقول الحق فيقولون الحق الحق * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي من وجه آخر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات صلصلة كجر السلسلة على الصفوان فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام فإذا أتاهم جبريل عليه السلام فزع عن قلوبهم قالوا جبريل ماذا قال ربنا فيقول الحق فينادون الحق الحق * وأخرج ابن مردويه عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزل جبريل بالوحي على رسول الله فزع أهل السماوات لانحطاطه وسمعوا صوت الوحي كاشد ما يكون من صوت الحديد على الصفا فكلما مر باهل سماء فزع عن قلوبهم فيقولون يا جبريل بماذا أمرت فيقول نور العزة العظيم كلام الله بلسان عربي * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال يوحى الله إلى جبريل عليه السلام فتفزع الملائكة عليهم السلام من مخافة أن يكون شئ من أمر الساعة فإذا خلى عن قلوبهم وعلموا ان ذلك ليس من أمر الساعة قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق * وأخرج أبو نصر السجزي في الإبانة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت جبريل عليه السلام وزعم أن إسرافيل عليه السلام يحمل العرش وان قدمه في الأرض السابعة والألواح بين عينيه فإذا أراد والعرش أمرا سمعت الملائكة كجر السلسلة على الصفا فيغشى عليهم فإذا قاموا قالوا ماذا قال ربكم قال من شاء الله الحق وهو العلى الكبير * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والكلبي
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست