وإذا رجل آخذ بقرنيها وإذا رجل آخذ بذنبها وإذا رجل قد ركبها وإذا رجل يحلبها فقال أما العنز فهي الدنيا والذين أخذوا بقوائمها فهم يتساقطون من عليتها وأما الذي قد أخذ بقرنيها فهو يعالج من عيشها ضيقا وأما الذي قد أخذ بذنبها فقد أدبرت عنه وأما الذي ركبها فقد تركها وأما الذي يتحلبها فبخ بخ ذهب ذاك بها قال ثم أقبلت حتى إذا انفرج بي السبيل إذا أنا برجل مستلق على قفاه فقال يا عبد الله أدن منى فخذ بيدي وأقعدني فوالله ما قعدت منذ خلقني الله فأخذت بيده فقام يسعى حتى ما أراه فقال له الفتى هذا عمرك فقد وأنا ملك الموت وأنا المرأة التي أتيتك أمرني الله بقبض روحك في هذا المكان ثم أصيرك إلى جهنم قال ففيه نزلت هذه الآية وحيل بينهم وبين ما يشتهون * وأخرج الزبير بن بكار في الموفقيات بسند ضعيف من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لا تهتكوا سترا فإنه كان رجل في بني إسرائيل وكانت له امرأة وكانت إذا قدمت إليه الطعام ثم قامت على رأسه ثم تقول هتك الله ستر امرأة تخون زوجها بالغيب فبعث إليها يوما بسمكة ثم قامت على رأسه فقالت هتك الله ستر امرأة تخون زوجها بالغيب فقهقهت السمكة حتى سقطت من القصعة ثم قال لها أعيدي مقالتك فعادت فقهقهت السمكة حتى سقطت من القصعة فعل ذلك ثلاث مرات كل ذلك تقهقه السمكة وتضطرب حتى تسقط من الخوان فأتى عالم بني إسرائيل فأخبره فقال انطلق فاذكر ربك وكل طعامك واخسا الشيطان عنك فقال له أخف الناس انطلق إلى ابنه فإنه أعلم منه فانطلق فأخبره فقال ائتني بكل من في دارك ممن لم تر عورته فاتاه فنظر في وجوههم ثم قال اكشف عن هذه الحبشية فكشف عنها فإذا مثل ذراع البكر فقال من هذا أتيت فمات أبو الفتى العالم وهتك بهتكه ذلك الستر واحتاج إليه الناس فاتاه بنو إسرائيل فقالوا ويحك أنت كنت أعلمناه وأميننا فلما ان أكثروا عليه هرب منهم إلى أن بلغ إلى أقصى موضع بني إسرائيل من أرض البلقاء فأتيح له امرأة جميلة تستفتيه فقال لها هل لك ان تمكنيني من نفسك واهب لك مائة دينار قالت أو خير من ذلك تجئ إلى أهلي وتتزوجني وأكون لك حلالا أبدا قال فأين منزلك فوصفت له فطابت عليه تلك الليلة فمضى فإذا هو بكلبة تنبج في بطنها جراؤها قال ما أعجب هذا قيل له امضه لا تكونن مكلفا فسوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يحمل حجارة كلما ثقلت عليه وسقطت منه زاد عليها فقال له أنت لا تستطيع تحمل هذا تزيد عليه قال امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يستقى من بئر ويصبه في حوض إلى جنب البئر وفي الحوض ثقب فالماء يرجع إلى البئر قال له لو سددت الحجر استمسك لك الماء قال امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو بظبية ورجل راكب عليها وآخر يحلبها وآخر يمسك بقرنيها وآخرون يمسكون بقوائمها قال ما أعجب هذا قال امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو برجل يبذر بذرا فلا يقع على الأرض حتى ينبت ثم مضى فإذا هو برجل معه منجل يحصد ما بلغ وما لم يبلغ قال له لو حصدت ما بلغ وتركت ما لم يبلغ قال له امض لا تكونن مكلفا سوف يأتيك خبر هذا فمضى فإذا هو بالقصر الذي وعدته وإذا دونه نهر وإذا رجل جالس على سرير فقال له كيف الطريق إلى هذا القصر ولقد رأيت في ليلتي أعاجيب قال ما هي فذكر الكلبة قال يأتي على الناس زمان يثب الصغير على الكبير والوضيع على الشريف والسفيه على الحليم وذكر له الذي يحمل الحجارة قال يأتي على الناس زمان يكون عند الرجل الأمانة فلا يقدر يؤديها ويزيد عليها وذكر له الذي يستقى قال يأتي على الناس زمان يتزوج الرجل المرأة لا يتزوجها لدين ولا حسب ولا جمال انما يريد مالها وتكون لا تلد فيكون كل شئ منه يرجع فيها وذكر له الظبية قال هي الدنيا أما الراكب عليها فالملك وأما الذي يحلبها فهو أطيب الناس عيشا وأما الذي يمسك بقرنيها فمن أيبس الناس عيشا وأما الذي يمسك بذنبها فالذي لا يأتيه رزقه الا قوتا والذين يمسكون بقوائمها فسفلة الناس وذكر له البذر قال يأتي على الناس زمان لا يدرى متى يتزوج الرجل ومتى يولد المولود ومتى قد بلغ وذكر له الذي يحصد قال ذاك ملك الموت يحصد الصغير والكبير وأنا هو بعثي الله إليك لأقبض روحك على أسوأ أحوالك * وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم رضي الله عنه قال ما قرأت هذه الآية الا ذكرت برد الشراب وحيل بينهم وبين ما يشتهون * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن ابن عمر رضي الله عنه انه شرب ماء باردا فبكى فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت آية في كتاب الله وحيل بينهم وبين ما يشتهون
(٢٤٣)