الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٥٨
السجدة وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله واثن عليه وصل على النبيين واستغفر للمؤمنين ثم قل اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني وارحمني مالا أتكلف مالا يعنيني وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنى وأسألك أن تنور بالكتاب بصرى وتطلق به لساني وتفرج به عن قلبي وتشرح به صدري وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك وتعينني عليه فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا يوفق له الا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تحفظه بإذن الله وما أخطأ مؤمنا قط فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعد سبع جمع فأخبره بحفظه القرآن والحديث فقال النبي صلى الله عليه وسلم مؤمن ورب الكعبة علم أبا حسن علم أبا حسن * قوله تعالى (يس والقرآن الحكيم) الآيات * أخرج ابن مردويه من طريق ابن عباس قال يس محمد صلى الله عليه وسلم وفي لفظ قال يا محمد * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن محمد بن الحنفية في قوله يس قال يا محمد * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله يس قال يا انسان * وأخرج عبد بن حميد عن الحسن وعكرمة والضحاك مثله * وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله يس قال يا انسان بالحبشية * وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب قال سالت مالك بن أنس أينبغي لأحد أن يتسمى بيس فقال ما أراه ينبغي لقوله يس والقرآن الحكيم يقول هذا اسمي تسميت به * وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله الله يس والقرآن الحكيم قال يقسم الله بما يشاء ثم نزع بهذه الآية سلام على آل ياسين كأنه يرى أنه سلم على رسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن أبي كثير في قوله يس والقرآن الحكيم قال يقسم بألف عالم انك لمن المرسلين * وأخرج ابن مردويه عن كعب الأحبار في قوله يس قال هذا قسم أقسم به ربك قال يا محمد انك لمن المرسلين قبل أن أخلق الخلق بألفي عام * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين قال أقسم كما تسمعون انه لمن المرسلين على صراط مستقيم أي على الاسلام تنزيل العزيز لرحيم قال هو القرآن لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال قريش لم يأت العرب رسول قبل محمد صلى الله عليه وسلم لم يأتهم ولا آباءهم رسول قبله * وأخرج ابن جرير عن عكرمة لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم قال بعضهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم ما أنذر الناس من قبلهم وقال بعضهم لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم أي هذه الأمة لم يأتهم نذير حتى جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله لقد حق القول على أكثرهم قال سبق في علمه * وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المسجد فيجهر بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم وإذا هم لا يبصرون فجاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا ننشدك الله والرحم يا محمد ولم يكن بطن من بطون قريش الا وللنبي صلى الله عليه وسلم فيهم قرابة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ذهب ذلك عنهم فنزلت يس والقرآن الحكيم إلى قوله أم لم تنذرهم لا يؤمنون قال فلم يؤمن من ذلك النفر أحد * وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال قال أبو جهل لئن رأيت محمدا لأفعلن ولأفعلن فنزلت انا جعلنا في أعناقهم أغلالا إلى قوله لا يبصرون فكانوا يقولون هذا محمد فيقول أين هو أين هو لا يبصره * وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق السدى الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا قال كفار قريش غطاء فأغشيناهم يقول ألبسنا أبصارهم فهم لا يبصرون النبي صلى الله عليه وسلم فيؤذونه وذلك أن ناسا من بنى مخزوم تواطئوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه منهم أبو جهل والوليد بن المغيرة فبينا النبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلى يسمعون قراءته فأرسلوا إليه الوليد ليقتله فانطلق حتى أتى المكان الذي يصلى فيه فجعل يسمع قراءته ولا يراه فانصرف إليهم فأعلمهم ذلك فاتوه فلما انتهوا إلى المكان الذي يصلى فيه سمعوا قراءته فيذهبون إليه فيسمعون أيضا من خلفهم فانصرفوا ولم يجدوا إليه سبيلا فذلك قوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سد الآية * وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن محمد بن كعب القرظي قال اجتمع قريش وفيهم أبو جهل على باب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا على بابه ان محمدا يزعم انكم ان بايعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم وبعثتم
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست