الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٥١
عن مكحول قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العالم والعابد فقال فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية انما يخشى الله من عباده لعلماء ثم قال إن الله وملائكته وأهل السماء وأهل لأرض والنون في البحر ليصلون على معلمي الخير * قوله تعالى (ان الذين يتلون كتاب الله) الآيات * أخرج عبد الغنى بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي نزلت فيه ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة لآية * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يرجون تجارة لن تبور قال الجنة لن تبور لا تبيد ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله قال هو كقوله ولدينا مزيد انه غفور قال لذنوبهم شكور لحسناتهم * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله يرجون تجارة لن تبور قال لن تهلك * وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ان الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة الآية قال كان مطرف بن عبد الله يقول هذه آية القراء * قوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب انزل فظالمهم مغفور له ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب * وأخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في هذه الآية ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال هؤلاء كلهم بمنزلة واحدة وكلهم في الجنة * وأخرج الفريابي وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي عن أبي الدرداء سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله فاما الذين سبقوا فأولئك يدخلون الجنة بغير حساب واما الذين اقتصدوا فأولئك الذين يحاسبون حسابا يسيرا وأما الذين ظلموا أنفسهم فأولئك يحبسون في طول المحشر ثم هم الذين تلقاهم الله برحمة فهم الذين يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال البيهقي ان أكثر الروايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا * وأخرج الطيالسي وعبد ابن حميد وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وابن مردويه عن عقبة بن صهبان قلت لعائشة أرأيت قول الله ثم أورثنا الكتاب الآية قالت أما السابق فقد مضى في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد له بالجنة وأما المقتصد فمن اتبع أمرهم فعمل بمثل أعمالهم حتى يلحق بهم وأما الظالم لنفسه فمثلي ومثلك ومن اتبعنا وكل في الجنة * وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث عن أسامة بن زيد رضي الله عنه فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم من هذه الأمة وكلهم في الجنة * وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمتي ثلاثة أثلاث فثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا ثم يدخلون الجنة وثلث يمحصون ويكسفون ثم تأتى الملائكة فيقولون وجدناهم يقولون لا إله إلا الله وحده فيقول الله ادخلوهم الجنة بقولهم لا إله إلا الله وحده واحملوا خطاياهم على أهل التكذيب وهي التي قال الله وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وتصديقا في التي ذكر الملائكة قال الله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فجعلهم ثلاثة أنواع فمنهم ظالم لنفسه فهذا الذي يكسف ويمحص ومنهم مقتصد وهو الذي يحاسب حسابا يسيرا ومنهم سابق بالخيرات فهو الذي يلج الجنة بغير حساب ولا عذاب بإذن الله يدخلونها جميعا لم يفرق بينهم يحلون فيها من أساور من ذهب إلى قوله لغوب * وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود قال هذه الآية ثلاثة أثلاث يوم القيامة ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وثلث يحبسون بذنوب عظام الا انهم لم يشركوا فيقول الرب ادخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ثم قرأ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا الآية * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست