الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٩
ابن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال إذا كان لأحدكم شئ فليقتصد ولا يتأول هذه الآية وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه فان الرزق مقسوم يقول لعل رزقه قليل وهو ينفق نفقة الموسع عليه * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه قال ما كان من خلف فهو منه وربما أنفق الانسان ماله كله في الخير ولم يخلف حتى يموت ومثلها وما من دابة في الأرض الا على الله رزقها يقول ما آتاها من مرزق فمنه وربما لم يرزقها حتى تموت * وأخرج البيهقي في شعب الايمان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل ما أنفق العبد نفقة فعلى الله خلفها ضامنا الا نفقة في بنيان أو معصية * وأخرج ابن عدي في الكامل والبيهقي من وجه آخر عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل معروف صدقة وما أنفق المرء على نفسه وأهله كتب له به صدقة وما وقى به عرضه كتب له به صدقة وكل نفقة أنفقها مؤمن فعلى الله خلفها ضامن الا نفقة في معصية أو بنيان قيل بان المنكدر وما أراد بما وقى به المرء عرضه كتب له به صدقة قال ما أعطى الشاعر وذا اللسان المتقى * وأخرج أبو يعلى وابن أبى حاتم وابن مردويه بسند ضعيف عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان بعد زمانكم هذا زمانا عضوضا يعض الموسر على ما في يده حذر الانفاق قال الله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه * وأخرج البخاري وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أنفق يا ابن آدم أنفق عليك * وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لكل يوم نحسا فادفعوا نحس ذلك اليوم بالصدقة ثم قال اقرؤا مواضع الخلف فإني سمعت الله يقول وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه إذا لم تنفقوا كيف يخلف * وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المعونة تنزل من السماء على قدر المؤنة * وأخرج الحكيم الترمذي عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال جئت حتى جلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بطرف عمامتي من ورائي ثم قال يا زبير انى رسول الله إليك خاصة وإلى الناس عامة أتدرون ماذا قال ربكم قلت الله ورسوله أعلم قال قال ربكم حين استوى على عرشه فنظر خلقه عبادي أنتم خلقي وأنا ربكم أرزاقكم بيدي فلا تتعبوا فيما تكفلت لكم فاطلبوا منى أرزاقكم أتدرون ماذا قال ربكم قال الله تبارك وتعالى أنفق أنفق عليك وأوسع أوسع عليك ولا تضيق أضيق عليك ولا تصر فأصر عليك ولا تخزن فأخزن عليك ان باب الرزق مفتوح من فوق سبع سماوات متواصل إلى العرش لا يغلق ليلا ولا نهارا ينزل الله منه الرزق على كل امرئ بقدر نيته وعطيته وصدقته ونفقته فمن أكثر أكثر له ومن أقل أقل له ومن أمسك أمسك عليه يا زبير فكل واطعم ولا توك فيوكى عليك ولا تحص فيحصى عليك ولا تقتر فيقتر عليك ولا تعسر فيعسر عليك يا زبير ان الله يحب الانفاق ويبغض الاقتار وان السخاء من اليقين والبخل من الشك فلا يدخل النار من أيقن ولا يدخل الجنة من شك يا زبير ان الله يحب السخاوة ولو بفلق تمرة والشجاعة ولو بقتل عقرب أو حية يا زبير ان الله يحب الصبر عند زلزلة الزلازل واليقين النافذ عند مجئ الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات والورع الصادق عند الحرام والخبيثات يا زبير عظم الاخوان وجلل الأبرار ووقر الأخيار وصل الجار ولا تماش الفجار من فعل ذلك دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب هذه وصية الله إلى ووصيتي إليك * قوله تعالى (ويوم نحشرهم) الآيات * أخرج عبد ابن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قال استفهام كقوله لعيسى عليه السلام أأنت قلت للناس الآية * وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله بل كانوا يعبدون الجن قال الشياطين * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله وما آتيناهم من كتب يدرسونها قال لم يكن عندهم كتاب يدرسونه فيعلمون ان ما جئت به حق أم باطل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما آتيناهم من كتب يدرسونها أي يقرؤنها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير وقال وان من أمة الا خلا فيها نذير ولا ينقض هذا هذا ولكن كلما ذهب نبي فمن بعده في نذارته حتى يخرج النبي الآخر * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما وما بلغوا
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست