الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٤
وان جاءت به أبيض سبطا قصير العينين فهو لهلال بن أمية فجاءت به آدم جعدا أخمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما نزل فيهما من كتاب الله لكان لي ولها شأن * وأخرج النسائي وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ان رجلا من الأنصار من بنى زريق قذف امرأته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فرد ذلك عليه أربع مرات فأنزل الله آية الملاعنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين السائل قد نزل من الله أمر عظيم فأبى الرجل الا ان يلاعنها وأبت الا تدرأ عن نفسها العذاب فتلاعنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما تجئ به أصفر أخمش مفتول العظام فهو للملاعن واما تجئ به أسود كالجمل الأورق فهو لغيره فجاءت به أسود كالجمل الأورق فدعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله لعصبة أمه وقال لولا الآيات التي مضت لكان فيه كذا وكذا * وأخرج البزار عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لو رأيت مع أم رومان رجلا ما كنت فاعلا به قال كنت والله فاعلا به شرا قال فأنت يا عمر قال كنت والله قاتله فنزلت والذين يرمون أزواجهم الآية قلت رجال اسناده ثقات الا ان البزار كان يحدث من حفظه فيخطئ وقد أخرجه ابن مردويه والديلمي من هذا الطريق وزاد بعد قوله كنت قاتله قال فأنت يا سهيل بن بيضاء قال كنت أقول لعن الله الأبعد فهو خبيث ولعن الله البعدى فهي خبيثة ولعن الله أول الثلاثة أخبر بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأولت القرآن يا ابن بيضاء والذين يرمون أزواجهم وهذا أصح من قول البزار فنزلت * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن زيد بن نفيع ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر أرأيت لو وجدت مع أهلك رجلا كيف كنت صانعا قال إذا لقتلته ثم قال لعمر فقال مثل ذلك فتتابع القوم على قول أبى بكر وعمر ثم قال لسهيل بن البيضاء قال كنت أقول لعنك الله فأنت خبيثة ولعنك الله فأنت خبيث ولعن الله أول الثلاثة منا يخرج هذا الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأولت القرآن يا ابن البيضاء لو قتله قتل به ولو قذفه جلد ولو قذفها لاعنها * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله والذين يرمون أزواجهم قال هو الرجل يرمى زوجته بالزنا ولم يكن لهم شهداء الا أنفسهم يعنى ليس للرجل شهداء غيره ان امرأته قد زنت فرفع ذلك إلى الحكام فشهادة أحدهم يعنى الزوج يقوم بعد الصلاة في المسجد فيحلف أربع شهادات بالله ويقول أشهد بالله الذي لا اله الا هو أن فلانة يعنى امرأته زانية والخامسة ان لعنة الله عليه يعنى على نفسه ان كان من الكاذبين في قوله ويدرأ يدفع الحكام عن المرأة العذاب يعنى الحد ان تشهد أربع شهادات بالله انه يعنى زوجها لمن الكاذبين فتقوم المرأة مقام زوجها فتقول أربع مرات أشهد بالله الذي لا اله الا هو انى لست بزانية وان زوجي لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها يعنى على نفسها ان كان زوجها من الصادقين * وأخرج عبد بن حميد عن قتادة والخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين قال فان هي اعترفت رجمت وان هي أبت يدرأ عنها العذاب قال عذاب الدنيا ان تشهد أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ثم يفرق بينهما وتعتد عدة المطلقة * وأخرج عبد الرزاق عن عمر بن الخطاب قال لا يجتمع المتلاعنان أبدا * وأخرج عبد الرزاق عن علي وابن مسعود مثله * وأخرج عبد الرزاق عن الشعبي قال اللعان أعظم من الرجم * وأخرج عبد الرزاق عن سعيد بن المسيب قال وجبت اللعنة على أكذبهما * وأخرج البزار عن جابر قال ما نزلت آية التلاعن الا لكثرة السؤال * وأخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة قال لما نزلت هذه الآية قال سعد بن عبادة انى لو رأيت أهلي ومعها رجل انتظر حتى آتي بأربعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال والذي بعثك بالحق لو رأيته لعاجلته بالسيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار اسمعوا ما يقول سيدكم ان سعد الغيور وأنا أغير منه والله أغير منى * وأخرج ابن ماجة وابن حبان والحاكم وابن مردويه عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين نزلت آية الملاعنة أيما امرأة أدخلت على قوم ما ليس منهم فليست من الله في شئ ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه يوم القيامة وفضحه على رؤس الأولين والآخرين * قوله تعالى (ان الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) الآيات * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري وعبد بن حميد ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن عائشة
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست