الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٣
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن امرأتي زنت وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه منكس في الأرض ثم رفع رأسه فقال قد أنزل الله فيك وفي صاحبتك فائت بها فجاءت فقال قم فاشهد أربع شهادات فقام فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين فقال له ويلك أو ويحك انها موجبة فشهد الخامسة ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم قامت امرأته فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين ثم قال ويلك أو ويحك انها موجبة فشهدت الخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين ثم قال له اذهب فلا سبيل لك عليها فقال يا رسول الله مالي قال لا مال لك ان كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها وان كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك منها * وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال سألت عن المتلاعنين أيفرق بينهما فقال سبحان الله نعم ان أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان قال يا رسول الله أرأيت الرجل يرى امرأته على فاحشة فان تكلم تكلم بأمر عظيم وان سكت سكت على مثل ذلك فسكت فلم يجبه فلما كان بعد ذلك أتاه فقال إن الذي سألتك عنه قد ابتليت به فأنزل الله هذه الآية في سورة النور والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فبدأ بالرجل فوعظه وذكره وأخبره ان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال والذي بعثك بالحق ما كذبتك ثم ثنى بالمرأة فوعظها وذكرها وأخبرها ان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقالت والذي بعثك بالحق انه لكاذب فبدأ بالرجل فشهد أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين ثم ثنى بالمرأة فشهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين * وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وعبد بن حميد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عمر قال كنا جلوسا عشية الجمعة في المسجد فجاء رجل من الأنصار فقال أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم جلدتموه وان سكت سكت على غيظ والله لئن أصبحت صالحا سألن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا رسول الله أحدنا إذا رأى مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وان تكلم جلدتموه وان سكت سكت على غيظ اللهم احكم فنزلت آية اللعان فكان ذلك الرجل أول من ابتلى به * وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال سل رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل فلقيه عويمر فقال ما صنعت فقال إنك لم تأتني بخير سالت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب المسائل فقال والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأسألنه فاتاه فوجده قد أنزل عليه فدعا بهما فلاعن بينهما قال عويمر ان انطلق بها يا رسول الله لقد كذبت عليها ففارقها قبل ان يخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فصارت سنة المتلاعنين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصروها فان جاءت به أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين فلا أراه الا قد صدق وان جاءت به أحمر كأنه وحرة فلا أراه الا كاذبا فجاءت به على النعت المكروه * وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس قال لأول لعان كان في الاسلام ان شريك بن سحماء رماه هلال بن أمية بامرأته فرفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة شهود والا فحد في ظهرك فقال يا رسول الله ان الله ليعلم انى لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الجلد فأنزل الله آية اللعان والذين يرمون أزواجهم إلى آخر الآية فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشهد بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها به من الزنا فشهد بذلك أربع شهادات بالله ثم قال له في الخامسة لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به من الزنا ففعل ثم دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قومي فاشهدي بالله انه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنا فشهدت بذلك أربع شهادات ثم قال لها في الخامسة وغضب الله عليك ان كان من الصادقين فيما رماك به من الزنا قال فلما كان في الرابعة أو الخامسة سكتت سكتة حتى ظنوا انها ستعترف ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت على القول ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال انظروا فان جاءت به جعدا أخمش الساقين فهو لشريك بن سحماء
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست