الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٣٧
رضي الله عنهما في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قالا لما كانت الفترة بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي مثل صوت الحديد فافزع الملائكة عليهم السلام ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا إذا جلى عن قلوبهم ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في الآية قال زعم ابن مسعود أن الملائكة المعقبات الذين يختلفون إلى أهل الأرض يكتبون أعمالهم إذا أرسلهم الرب تبارك وتعالى فانحدر واسمع لهم صوت شديد فيحسب الذين أسفل منهم من الملائكة أنه من أمر الساعة فيخرون سجدا وهكذا كلما مروا عليهم فيفعلون ذلك من خوف ربهم تبارك وتعالى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال إذا قضى الله تبارك وتعالى أمرا رجفت السماوات والأرض والجبال وخرت الملائكة كلهم سجدا حسبت الجن أن أمرا يقضى فاسترقت فلما قضى الامر رفعت الملائكة رؤسهم وهي هذه الآية حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا جميعا الحق وهو العلى الكبير * وأخرج ابن الأنباري عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرأ حتى إذا فزع عن قلوبهم ثم يفسره حتى إذا انجلى عن قلوبهم * وأخرج ابن أبي حاتم من طريق آخر عن الحسن رضي الله عنه أنه كان يقرأ فزع عن قلوبهم قال ما فيها من الشك والتكذيب وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قال فزع الشيطان عن قلوبهم ففارقهم وأمانيهم وما كان يضلهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلى الكبير قال وهذا في بني آدم عند الموت أقروا حين لا ينفعهم الاقرار * وأخرج الفريابي وعبد ابن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله حتى إذا فزع عن قلوبهم قال كشف الغطاء عنها يوم القيامة * وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم والضحاك أنهما كانا يقرآن حتى إذا فزع عن قلوبهم يقولون جلى عن قلوبهم * وأخرج عبد بن حميد عن محمد بن سيرين أنه سئل كيف تقرأ هذه الآية حتى إذا فزع عن قلوبهم أو فرغ عن قلوبهم قال إذا فزع عن قلوبهم قال فان الحسن يقول برأيه أشياء أهاب أن أقولها * وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ حتى إذا فزع عن قلوبهم بالعين مثقلة الزاي * وأخرج عبد بن حميد عن أبي رجاء أنه كان يقرأ فزع عن قلوبهم * قوله تعالى (قل من يرزقكم) الآيات * أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ثم أمره الله أن يسأل الناس فقال قل من يرزقكم من السماوات والأرض * وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله وانا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين قال انا نحن لعلى هدى وانكم لفي ضلال مبين * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وانا أو إياكم الآية قال قد قال ذلك أصحاب محمد للمشركين والله ما نحن وأنتم على أمر واحد ان أحد الفريقين مهتد وفي قوله قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا أي يقضى * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله الفتاح قال القاضي * قوله تعالى (وما أرسلناك الا كافة للناس) الآية * أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد في قوله وما أرسلناك الا كافة للناس قال إلى الناس جميعا * وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله كافة للناس قال للناس عامة * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله وما أرسلناك الا كافة للناس قال أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العرب والعجم فأكرمهم على الله أطوعهم له * وأخرج ابن المنذر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي بعثت إلى الناس كافة إلى كل أبيض وأحمر وأطعمت أمتي المغنم لم يطعم أمة قبل أمتي ونصرت بالرعب بين يدي من مسيرة شهر وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي يوم القيامة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي بعثت إلى الناس كافة الأحمر والأسود وانما كان النبي يبعث إلى قومه ونصرت بالرعب يرعب منى عدوى على مسيرة شهر وأطعمت المغنم وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت الشفاعة فادخرتها لامتي إلى يوم القيامة وهي إن شاء الله نائلة من لا يشرك بالله شيئا * قوله تعالى (وقال الذين كفروا) الآيات * أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن قال هذا قول مشركي العرب كفروا بالقرآن ولا بالذي
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست