عذبهم فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله ان لا يقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها وهو قوله وحملها الانسان كان ظلوما جهولا يعنى غرا بأمر الله * وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض قال الأمانة ما أمروا به ونهوا عنه وفي قوله وحملها الانسان قال آدم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم قال إن الله عرض الأمانة على السماء الدنيا فأبت ثم التي تليها حتى فرغ منها ثم الأرضين ثم الجبال ثم عرضها على آدم عليه السلام فقال نعم بين أذني وعاتقي قال الله فثلاث آمرك بهن فإنهن لك عون انى جعلت لك بصرا وجعلت لك شفرتين فغضهما عن كل شئ نهيتك عنه وجعلت لك لسانا بين لحيين فكه عن كل شئ نهيتك عنه وجعلت لك فرجا واريته فلا تكشفه إلى ما حرمت عليك * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن ابن جريج رضي الله عنه في الآية قال بلغني ان الله تعالى لما خلق السماوات والأرض والجبال قال انى فارض فريضة وخالق جنة ونارا وثوابا لمن أطاعني وعقابا لمن عصاني فقالت السماء خلقتني فسخرت في الشمس والقمر والنجوم والسحاب والريح والغيوب فانا مسخرة على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغي ثوابا ولا عقابا وقالت الأرض خلقتني وسخرتني فجرت في الانهار فأخرجت من الثمار وخلقتني لما شئت فانا مسخرة على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغي ثوابا ولا عقابا وقالت الجبال خلقتني رواسي الأرض فانا على ما خلقتني لا أتحمل فريضة ولا أبغي ثوابا ولا عقابا فلما خلق الله آدم عرض عليه فحمله انه كان ظلوما ظلمه نفسه في خطيئته جهولا بعاقبة ما تحمل * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال لما خلق الله السماوات والأرض والجبال عرض الأمانة عليهن فلم يقبلوها فلما خلق آدم عليه السلام عرضها عليه قال يا رب وما هي قال هي ان أحسنت أجرتك وان أسأت عذبتك قال فقد تحملت يا رب قال فما كان بين أن تحملها إلى أن أخرج الا قدر ما بين الظهر والعصر * وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله انا عرضنا الأمانة قال عرضت على آدم عليه السلام فقيل خذها بما فيها فان أطعت غفرت لك وان عصيت عذبتك قال قبلتها بما فيها فما كان الا قدر ما بين الظهر إلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الذنب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أشوع في الآية قال عرض عليهن العمل وجعل لهن الثواب فضججن إلى الله ثلاثة أيام ولياليهن فقلن ربنا لا طاقة لنا بالعمل ولا نريد الثواب * وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الأوزاعي ان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عرض العمل على محمد بن كعب فأبى فقال له عمر رضي الله عنه أتعصي فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تعالى حين عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها هل كان ذلك منها معصية قال لا فتركه * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إن الله قال لآدم عليه السالم انى عرضت الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم تطقها فهل أنت حاملها بما فيها قال أي رب وما فيها قال إن حملتها أجرت وان ضيعتها عذبت قال قد حملتها بما فيها قال فما عبر في الجنة الا قدر ما بين الأولى والعصر حتى أخرجه إبليس من الجنة قيل للضحاك وما الأمانة قال هي الفرائض وحق على كل مؤمن ان لا يغش مؤمنا ولا معاهدا في شئ قليل ولا كثير فمن فعل فقد خان أمانته ومن انتقص من الفرائض شيئا فقد خان أمانته * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه انا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال قال يعنى به الدين والفرائض والحدود فأبين ان يحملنها وأشفقن منها قيل لهن ان تحملنها وتؤدين حقها فقلنا لا نطيق ذلك وحملها الانسان قيل له أتحملها قال نعم قيل أتؤدى حقها فقال أطيق ذلك قال الله انه كان ظلوما جهولا أي ظلوما بها جهولا عن حقها ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات قال هذان اللذان خاناها ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات قال هذان اللذان أدياها وكان الله غفورا رحيما * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن سعيد بن جبير رضي الله عنه انا عرضنا الأمانة قال الفرائض * وأخرج الفريابي عن الضحاك رضي الله عنه في قوله انا عرضنا الأمانة قال الدين * وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال قال رسول الله
(٢٢٥)