الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ٢٦٢
وابن المنذر عن كعب ان ابن عباس سأله عن أصحاب الرس فقال إنكم معشر العرب تدعون البئر رسا وتدعون القبر رسا فخذوا خدودا في الأرض وأوقدوا فيها النيران للرسل الذين ذكر الله في يس إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث وكان الله تعالى إذا جمع لعبد النبوة والرسالة منعه من الناس وكانت الأنبياء تقتل فلما سمع بذلك رجل من أقصى المدينة وما يراد بالرسل أقبل يسعى ليدركهم فيشهدهم على ايمانه فاقبل على قومه فقال يا قوم اتبعوا المرسلين إلى قوله لفي ضلال مبين ثم أقبل على الرسل فقال انى آمنت بربكم فاسمعون ليشهدهم على ايمانه فاخذ فقذف في النار فقال الله تعالى ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربى وجعلني من المكرمين * وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال لما قال صاحب يس يا قوم اتبعوا المرسلين خنقوه ليموت فالتفت إلى الأنبياء فقال انى آمنت بربكم فاسمعون أي فاشهدوا لي * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله قيل ادخل الجنة قال وجبت له الجنة قال يا ليت قومي يعلمون قال هذا حين رأى الثواب * وأخرج ابن جرر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله وما أنزلنا على قومه الآية قال ما استعنت عليهم جندا من السماء ولا من الأرض * وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن سيرين قال في قراءة ابن مسعود ان كانت الا رتقة واحدة وفي قراءتنا ان كانت الا صيحة واحدة * وأخرج ابن أبي حاتم عن السدى في قوله فإذا هم خامدون قال ميتون * وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السبق ثلاثة فالسابق إلى موسى يوشع بن نون والسابق إلى عيسى صاحب يس والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب * وأخرج ابن عساكر من طريق صدقة القرشي عن رجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق خير أهل الأرض الا أن يكون نبي والا مؤمن آل ياسين والا مؤمن آل فرعون * وأخرج ابن عدي وابن عساكر ثلاثة ما كفروا بالله قط مؤمن آل ياسين وعلي بن أبي طالب وآسية امرأة فرعون * وأخرج البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل ياسين وعلي بن أبي طالب * وأخرج أبو داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمي عن أبي ليل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصديقون ثلاثة حبيب البحار مؤمن آل ياسين الذي قال يا قوم اتبعوا المرسلين وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله وعلي بن أبي طالب وهو أفضلهم * وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن عروة قال قدم عروة بن مسعود الثقفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استأذن ليرجع إلى قومه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم انهم قاتلوك قال لو وجدوني نائما ما أيقظوني فرجع إليهم فدعاهم إلى الاسلام فعصوه وأسمعوه من الأذى فلما طلع الفجر قام على غرفة فأذن بالصلاة وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه قتله مثل عروة مثل صاحب يس دعا قومه إلى الله فقتلوه * وأخرج ابن مردويه من حديث ابن شعبة موصولا نحوه * وأخرج عبد بن حميد والطبراني عن مقسم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم بعث عروة بن مسعود إلى الطائف إلى قومه ثقيف فدعاهم إلى الاسلام فرماه رجل بسهم فقتله فقال ما أشبهه بصاحب يس * وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر الشعبي قال شبه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة نفر من أمته قال دحية الكلبي يشبه جبريل وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم وعبد العزى يشبه الدجال * قوله تعالى (يا حسرة على العباد) الآية * أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا حسرة على العباد يقول يا ويلا للعباد * وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس انه قال يا حسرة على العباد * وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد يا حسرة على العباد قال كان حسرة عليهم استهزاؤهم بالرسل * وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله يا حسرة على العباد يا حسرة العباد على أنفسها على ما ضيعت من أمر الله وفرطت في جنب الله تعالى وقال وفي بعض القراءة يا حسرة العباد على أنفسها ما يأتيهم من رسول * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله يا حسرة على العباد قال الندامة على العباد الذين ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن يقول الندامة عليهم إلى
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست