الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٩٠
بالبيت أيقع على امرأته قبل ان يطوف بالصفا والمروة فقال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين وسعى بين الصفا والمروة ثم قرأ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه ان رجلا أتى ابن عباس رضي الله عنهما فقال انى نذرت أن أنحر نفسي فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وفديناه بذبح عظيم فأمره بكبش * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن ماجة وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا حرم الرجل عليه امرأته فهو يمين يكفرها وقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما انه أهل وقال إن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه ثم تلا لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة رضي الله عنه قال هم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ان ينهى عن الحبرة من صباغ البول فقال له رجل أليس قد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها قال عمر رضي الله عنه بلى قال الرجل ألم يقل الله لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فتركها عمر * وأخرج أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر رضي الله عنه أكب على الركن فقال انى لأعلم انك حجر ولو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك واستلمك ما استلمتك ولا قبلتك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج أحمد وأبو يعلى عن يعلى بن أمية رضي الله عنه قال طفت مع عمر رضي الله عنه فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال ما طفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال فهل رأيته يستلمه قلت لا قال ما بعد عنك فان لك في رسول الله أسوة حسنة * وأخرج عبد الرزاق عن عيسى بن عاصم عن أبيه قال صلى ابن عمر رضي الله عنهما صلاة من صلاة النهار في السفر فرأى بعضهم يسبح فقال ابن عمر رضي الله عنهما لو كنت مسبحا لأتممت الصلاة حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع أبي بكر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عمر فكان لا يسبح بالنهار وحججت مع عثمان رضي الله عنه فكان لا يسبح بالنهار ثم قال ابن عمر رضي الله عنه لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة * قوله تعالى (ولما رأى المؤمنون الأحزاب) الآية * أخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما ولما رأى المؤمنون الأحزاب إلى آخر الآية قال إن الله تعالى قال لهم في سورة البقرة حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء فلما مسهم البلاء حيث رابطوا الأحزاب في الخندق قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله فتأول المؤمنون ذلك فلم يزدهم الا ايمانا أو تسليما * وأخرج جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أنزلت هذه الآية قبل 7 تحول أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية وصدق الله ورسوله فيما أخبرا به من الوحي قبل ان يكون * وأخرج الطيالسي وعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن قتادة رضي الله عنه قال انزل الله في سورة البقرة أم حسبتم ان تدخلوا الجنة الآية فلما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله يعنى قوله أم حسبتم ان تدخلوا الجنة الآية * وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما قال ما زادهم البلاء الا ايمانا بالرب وتسليما للقضاء * قوله تعالى (من المؤمنين رجال صدقوا) الآية * أخرج عبد الرزاق وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن أبي داود في المصاحف والبغوي وابن مردويه والبيهقي في سننه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال لما نسخنا المصحف في المصاحف فقدت آية من سورة الأحزاب كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها لم أجدها مع أحد الا مع خزيمة بن ثابت الأنصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقتها في سورتها في المصحف * وأخرج البخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن أنس رضي الله عنه قال نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر رضي الله عنه من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه * وأخرج ابن سعد وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي والبغوي في معجمه وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست