الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٨٨
لكم قال كلتاهما عربية قال ابن المبارك رضي الله عنه المقام المنزل حيث هو قائم والمقام الإقامة * وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله لا مقام لكم قال لا مقاتل لكم ههنا ففروا ودعوا هذا الرجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله لا مقام لكن فارجعوا فروا ودعوا محمدا صلى الله عليه وسلم * وأخرج مالك واحمد وعبد الرزاق والبخاري ومسلم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفى الناس كما ينفى الكير خبث الحديد * وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردويه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة هي طابة * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تدعونها يثرب فإنها طيبة يعنى المدينة ومن قال يثرب فليستغفر الله ثلاث مرات هي طيبة هي طيبة هي طيبة * قوله تعالى (ويستأذن فريق) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن السدى رضي الله عنه في قوله وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال إلى المدينة عن قتال أبى سفيان ويستأذن فريق منهم النبي قال جاءه رجلان من الأنصار من بنى حارثة أحدهما يدعى أبا عرابة بن أوس والآخر يدعى أوس بن قيظي فقالا يا رسول الله ان بيوتنا عورة يعنون انها ذليلة الحيطان وهي في أقصى المدينة ونحن نخاف السرق فائذن لنا فقال الله وما هي بعورة ان يريدون الا فرارا * وأخرج ابن جرير وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ويستأذن فريق منهم النبي قال هم بنو حارثة قالوا بيوتنا مخلفيه نخشى عليها السرق * وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال إن الذين قالوا بيوتنا عورة يوم الخندق بنو حارثة بن الحارث * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ان بيوتنا عورة نخاف عليها السرق * قوله تعالى (ولو دخلت عليهم من أقطارها) الآيات * أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها قال لأعطوها يعنى ادخال بنى حارثة أهل الشام على المدينة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم معن الحسن رضي الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها قال من نواحيها ثم سئلوا الفتنة لآتوها قال لو دعوا إلى الشرك لأجابوا * وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها قال من أطرافها ثم سئلوا الفتنة يعنى الشرك * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولو دخلت عليهم من أقطارها أي لو دخل عليهم من نواحي المدينة ثم سئلوا الفتنة قال الشرك لآتوها وما تلبثوا بها الا يسيرا يقول لأعطوه طيبة به أنفسهم وما تلبثوا به الا يسيرا ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل قال كان ناس غابوا عن وقعة بدر ورأوا ما أعطى الله سبحانه أهل بدر من الفضيلة والكرامة قالوا لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن فساق الله إليهم ذلك حتى كان في ناحية المدينة فصنعوا ما قص الله عليكم وفي قوله قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم الآية قال لن تزدادوا على آجالكم التي أجلكم الله وذلك قليل وانما الدنيا كلها قليل * وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه في قوله وإذا لا تمتعون الا قليلا قال ما بينهم وبين الاجل * وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم قال المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم الآية قال هذا يوم الأحزاب انصرف رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف قال هلم إلى لقد بلغ بك وبصاحبك والذي يحلف به لا يستقى لها محمد أبدا قال كذبت والذي يحلف به وكان أخاه من أبيه وأمه والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم بأمرك وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس الا قليلا * وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله قد يعلم الله المعوقين منكم قال هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون لإخوانهم ما محمد وأصحابه الا أكلة رأس ولو كانوا لحما لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه دعوا هذا الرجل
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست