الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٩٧
الشيطان وقال لها انك لا تمرين بأحد الا أعجب بك * وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال استعينوا على النساء بالعرى ان إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها أعجبها الخروج * وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين في سبيل الله فقال من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله * قوله تعالى (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) * أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانت الجاهلية الأولى فيما بين نوح وإدريس عليهما السلام وكانت ألف سنة وان بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبال فكان رجال الجبال صباحا وفي النساء دمامة وكان نساء السهل صباحا وفي الرجال دمامة وان إبليس أتى رجلا من أهل السهل في صورة غلام فأجر نفسه فكان يخدمه واتخذ إبليس شبابة مثل الذي يزمر فيه الرعاء فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله فبلغ ذلك من حوله فإننا بوهم يسمعون إليه واتخذوا عيدا يجتمعون إليه في السنة فتتبرج النساء للرجال وتتبرج الرجال لهن وان رجلا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك فتحولوا إليهن فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن فهو قول الله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى * وأخرج ابن جرير عن الحكم رضي الله عنه ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قال كان بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه فأنزلت هذه الآية * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى هل كانت الجاهلية غير واحدة فقال ابن عباس رضي الله عنهما ما سمعت بأولى الا ولها آخرة فقال له عمر رضي الله عنه فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك قال إن الله يقول وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم أول مرة فقال عمر رضي الله عنه من أمرنا ان نجاهد قال بنى مخزوم وعبد شمس * وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قال تكون جاهلية أخرى * وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام * وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال الجاهلية الأولى التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام والجاهلية الآخرة التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الجاهلية الأولى ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه قال الجاهلية الأولى بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم * وأخرج ابن جرير عن الشعبي رضي الله عنه مثله * وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال كانت المرأة تخرج فتمشى بين الرجال فذلك تبرج الجاهلية الأولى * وأخرج البيهقي في سننه عن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شر النساء المتبرجات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن الا مثل الغراب الأعصم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى يقول إذا خرجتن من بيوتكن وكانت لهن مشية فيها تكسير وتغنج فنهاهن الله عن ذلك * وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قال التبختر * وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله ولا تبرجن الآية قال التبرج انها تلقى الخمار على رأسها ولا تشده فيوارى قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها وذلك التبرج ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج * وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء قال لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قالت امرأة يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج وأن فلانة قد أسعدتني وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهبي فأسعديها ثم تعالى فبايعيني * قوله تعالى
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست