الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٨١
قريش من بنى جمح يقال له جميل بن معمر * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فسها فيها فخطرت منه كلمه فسمها المنافقون فأكثروا فقالوا ان له قلبين ألم تسمعوا إلى قوله وكلامه في الصلاة ان له قلبا معكم وقلبا مع أصحابه فنزلت يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إلى قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن الزهري في قوله ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه قال بلغنا ان ذلك كان في زيد بن حارثة ضرب له مثلا يقول ليس ابن رجل آخر ابنك * قوله تعالى (وما جعل أزواجكم) الآية * أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال كان الرجل يقول لامرأته أنت على كظهر أمي فقال الله وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهم أمهاتكم وكان يقال زيد بن محمد فقال الله وما جعل أدعياءكم أبناءكم * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم أي ما جعلها أمك وإذا ظاهر الرجل من امرأته فان الله لم يجعلها أمه ولكن جعل فيها الكفارة وما جعل أدعياءكم أبناءكم يقول ما جعل دعيك ابنك يقول إن ادعى رجل رجلا فليس بابنه ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول من ادعى إلى غير أبيه متعمدا حرم الله عليه الجنة * وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله وما جعل أدعياءكم أبناءكم قال نزلت في زيد بن حارثة رضي الله عنه * قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم) الآية * أخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عمر أن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنا ندعوه الا زيد بن محمد حتى نزل القرآن أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت زيد بن حارثة بن شراحيل * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عائشة أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وكان ممن شهد بدرا تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهو مولى لامرأة من الأنصار كما تبنى النبي صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورثه من ميراثه حتى أنزل الله في ذلك ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم فردوا إلى آبائهم فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخا في الدين فجاءت سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن سالما كان يدعى لأبي حذيفة رضي الله عنه وان الله قد أنزل في كتابه ادعوهم لآبائهم وكان يدخل على وأنا وحدي ونحن في منزل ضيق فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارضعي سالما تحرمي عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان من أمر زيد بن حارثة رضي الله عنه أنه كان في أخواله بنى معن من بنى ثعل من طيئ فأصيب في غلمة من طيئ فقدم به سوق عكاظ وانطلق حكيم بن حزام بن خويلد إلى عكاظ يتسوق بها فأوصته عمته خديجة رضي الله عنها أن يبتاع لها غلاما ظريفا عربيا ان قدر عليه فلما جاء وجد زيدا يباع فيها فأعجبه ظرفه فابتاعه فقدم به عليها وقال لها انى قد ابتعت لك غلاما ظريفا عربيا فان أعجبك فخذيه والا فدعيه فإنه قد أعجبني فلما رأته خديجة أعجبها فاخذته فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عندها فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ظرفه فاستوهبه منها فقالت هو لك فان أردت عتقه فالولاء لي فأبى عليها فوهبته له ان شاء أعتق وان شاء أمسك قال فشب عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم انه خرج في إبل لأبي طالب إلى الشام فمر بأرض قومه فعرفه عمه فقام إليه فقال من أنت يا غلام قال غلام من أهل مكة قال من أنفسهم قال لا قال فحر أنت أم مملوك قال بل مملوك قال لمن قال لمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فقال له أعربي أنت أم عجمي قال بل عربي قال ممن أهلك قال من كلب قال من أي كلب قال من بنى عبد ود قال ويحك ابن من أنت قال ابن حارثة بن شراحيل قال وأين أصبت قال في أخوالي قال ومن أخوالك قال طي قال ما اسم أمك قال سعدى فالتزمه وقال ابن حارثة ودعا أباه وقال يا حارثة هذا ابنك فاتاه حارثة فلما نظر إليه عرفه قال كيف صنع مولاك إليك قال يؤثرني على أهله وولده ورزقت منه حبا فلا أصنع الا ما شئت فركب معه أبوه وعمه وأخوه حتى قدموا مكة فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له حارثة يا محمد أنتم أهل حرم الله وجيرانه وعند بيته تفكون العاني وتطعمون الأسير ابني عبدك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه فإنك ابن سيد قومه فانا
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست