الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٥ - الصفحة ١٩٥
القناع فعل الجاهلية الأولى ثم قال جابر رضي الله عنه ألم يكن الحديث هكذا قال بلى * وأخرج البخاري ومسلم والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت فبدأ بي فقال انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تستعجلي حتى تستأمري أبويك وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمراني بفراقه فقال إن الله قال يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى تمام الآيتين فقلت له ففي أي هذا أستأمر أبوى فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت * وأخرج ابن سعد عن عمرو ابن سعيد عن أبيه عن جده قال لما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بدأ بعائشة رضي الله عنها قال إن الله خيرك فقالت اخترت الله ورسوله ثم خير حفصة رضي الله عنها فقلن جميعا اخترنا الله ورسوله غير العامرية اختارت قومها فكانت بعد تقول أنا الشقية وكانت تلقط البعر وتبيعه وتستأذن على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وتقول أنا الشقية * وأخرج ابن سعد عن أبي جعفر رضي الله عنه قال قال نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نساء أغلى مهورا منا فغار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتزلهن فاعتزلهن تسعة وعشرين يوما ثم أمره أن يخيرهن فخيرهن * وأخرج ابن سعد عن أبي صالح قال اخترنه صلى الله عليه وسلم جميعا غير العامرية كانت ذاهبة العقل حتى ماتت * وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها قالت حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهجرنا شهرا فدخل على صبيحة تسعة وعشرين فقلت يا رسول الله ألم تكن حلفت لتهجرنا شهرا قال إن الشهر هكذا وهكذا وهكذا وضرب بيده جميعا وخنس يقبض أصبعا في الثالثة ثم قال يا عائشة انى ذاكر لك أمرا فلا عليك أن تعجلي حتى تستشيري أبويك وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم حداثة سنى قلت وما ذاك يا رسول الله قال انى أمرت ان أخيركن ثم تلا هذه الآية يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها إلى قوله أجرا عظيما قالت فيم استشير أبوى يا رسول الله بل أختار الله ورسوله فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وسمع نساؤه فتثاورن عليه * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال انما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه بين الدنيا والآخرة * وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن رضي الله عنهما قالا أمره الله أن يخيرهن بين الدنيا والآخرة والجنة والناس قال الحسن رضي الله عنه في شئ كن أردنه من الدنيا وقال قتادة رضي الله عنه في غيرة كانت غارتها عائشة رضي الله عنها وكان تحته يومئذ تسع نسوة خمس من قريش عائشة وحفصة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وسودة بنت زمعة وأم سلمة بنت أبي أمية وكانت تحته صفية بنت حيى الخيبرية وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث من بنى المصطلق وبدأ بعائشة رضي الله عنها فلما اختارت ورسوله والدار الآخرة رؤى الفرح في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتتابعن كلهن على ذلك فلما خيرهن واخترن الله ورسوله والدار الآخرة شكرهن الله تعالى على ذلك أن قال لا تحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن فقصره الله تعالى عليهن وهن التسع اللاتي اخترن الله ورسوله * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يا أيها النبي قل لأزواجك الآية قال أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم ان يخير نساءه في هذه الآية فلم تختر واحدة منهن نفسها غير الحميرية * وأخرج البيهقي في السنن عن مقاتل بن سليمان رضي الله عنه في قوله يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يعنى العصيان للنبي صلى الله عليه وسلم يضعف لها العذاب ضعفين في الآخرة وكان ذلك على الله يسيرا يقول وكان عذابها عند الله هينا ومن يقنت يعنى من يطع منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو صدقة أو تكبيرة أو تسبيحة باللسان مكان كل حسنة تكتب عشرين حسنة واعتدنا لها رزقا كريما يعنى حسنا وهي الجنة * وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله يضعف لها العذاب ضعفين قال عذاب الدنيا وعذاب الآخرة * وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله يضعف لها العذاب ضعفين قال يجعل عذابهن ضعفين ويجعل على من قذفهن
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست