الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٤١
سئل على عن ذي القرنين أنبى هو فقال سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول هو عبد ناصح الله فنصحه * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه من طريق أبى الطفيل ان ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب عن ذي القرنين أنبيا كان أم ملكا قال لم يكن نبيا ولا ملكا ولكن كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه ونصح لله فنصحه بعثه الله إلى قوله فضربوه على قرنه فمات ثم أحياه الله لجهادهم ثم بعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر فمات فأحياه الله لجهادهم فلذلك سمى ذا القرنين وان فيكم مثله * وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال ذو القرنين نبي * وأخرج ابن أبي حاتم عن الأحوص بن حكيم عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال هو ملك مسح الأرض بالاحسان * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن خالد بن معدان الكلاعي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن ذي القرنين فقال ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب * وأخرج ابن عبد الحكم وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في كتاب الأضداد وأبو الشيخ عن عمر انه سمع رجلا ينادى بمنى يا ذا القرنين فقال له عمر رضي الله عنه ها أنتم قد سميتم بأسماء الأنبياء فما بالكم وأسماء الملائكة * وأخرج ابن أبي حاتم عن جبير بن نفير أن ذا القرنين ملك من الملائكة أهبطه الله إلى الأرض وآتاه من كل شئ سببا * واخرج الشيرازي في الألقاب عن جبير بن نفير ان أحبارا من اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عن ذي القرنين ان كنت نبيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ملك مسح الأرض بالأسباب * وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال كان نذيرا واحد بلغ ما بين المشرق والمغرب ذو القرنين بلغ السدين وكان نذيرا ولم أسمع بحق انه كان نبيا * وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبي الورقاء قال قلت لعلي بن أبي طالب ذو القرنين ما كان قرناه قال لعلك تحسب ان قرنيه ذهب أو فضة كان نبيا فبعثه الله إلى أناس فدعاهم إلى الله تعالى فقام رجل فضرب قرنه الأيسر فمات ثم بعثه الله فأحياه ثم بعثه إلى ناس فقام رجل فضرب قرنه الأيمن فمات فسماه الله ذا القرنين * وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر قال انما سمى ذا القرنين ذا القرنين لشجتين شجهما على قرنيه في الله وكان أسود * وأخرج أبو الشيخ عن وهب بن منبه ان ذا القرنين أول من لبس العمامة وذاك انه كان في رأسه قرنان كالظلفين متحركان فلبس العمامة من أجل ذلك وانه دخل الحمام ودخل كاتبه معه فوضع ذو القرنين العمامة فقال لكاتبه هذا أمر لم يطلع عليه خلق غيرك فان سمعت به من أحد قتلتك فخرج الكاتب من الحمام فاخذه كهيئة الموت فأتى الصحراء فوضع فمه بالأرض ثم نادى الا ان للملك قرنين فأنبت الله من كلمته قصبتين فمر بهما راع فأعجب بهما فقطعهما واتخذهما مزمارا فكان إذا زمر خرج من القصبتين الا ان للملك قرنين فانتشر ذلك في المدينة فأرسل ذو القرنين إلى الكاتب فقال لتصدقني أو لأقتلنك فقص عليه الكاتب القصة فقال ذو القرنين هذا أمر أراد الله ان يبديه فوضع العمامة عن رأسه * وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن عقبة بن عامر الجهني قال كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت ذات يوم فإذا أنا برجال من أهل الكتاب بالباب معهم مصاحف فقالوا من يستأذن لنا على النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال مالي ولهم سألوني عما لا أدرى انما انا عبد لا أعلم الا ما أعلمني ربى عز وجل ثم قال ابغني وضوءا فأتيته بوضوء فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم انصرف فقال وأنا أرى السرور والبشر في وجهه أدخل القوم على ومن كان من أصحابي فادخله أيضا على فأذنت لهم فدخلوا فقال إن شئتم أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه من قبل ان تتكلموا وان شئتم فتكلموا قبل ان أقول قالوا بلى فأخبرنا قال جئتم تسألوني عن ذي القرنين ان أول أمره انه كان غلاما من الروم أعطى ملكا فسار حتى أتى ساحل أرض مصر فابتنى مدينة يقال لها إسكندرية فلما فرغ من شانها بعث الله عز وجل إليه ملكا فعرج به فاستعلى بين السماء ثم قال له انظر ما تحتك فقال أرى مدينتي وأرى مدائن معها ثم عرج به فقال انظر فقال قد اختلطت مع المدائن فلا أعرفها ثم زاد فقال انظر قال أرى مدينتي وحدها ولا أرى غيرها قال له الملك انها تلك الأرض كلها والذي ترى يحيط بها هو البحر وانما أراد ربك يريك الأرض وقد جعل لك سلطانا فيها فسر فيها فعلم الجاهل وتثبت العالم فسار
(٢٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 ... » »»
الفهرست