الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٩
كالدهر وان يشوع بن نون قال لموسى عليه السلام ألا تذكر العهد والميثاق الذي جعلت على نفسك وان الخضر أقبل عليه قال ألم أقل انك لن تستطيع معي صبرا وان موسى أدركه عند ذلك الحلم فقال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا فلما انتهوا إلى القرية قال خضر ما خلصوا إليكم حتى خشوا الغرق وان الخضر اقبل على صاحب السفينة فقال انما أردت الذي هو خير لك فحمدوا رأيه في آخر الحديث وأصلحها الله كما كانت ثم انهم خرجوا حتى انتهوا إلى غلام شاب عهد إلى الخضر ان أقتله فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس إلى قوله قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا وان خضرا أقبل عليه فقال قد وفيت لك بما جعلت على نفسي هذا فراق بيني وبينك وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فكان لا يغضب أحدا الا دعا عليه وعلى أبويه فطهر الله أبويه ان يدعو عليهما أحد وأبدلهما مكان الغلام آخر خيرا منه وأبر بوالديه وأقرب رحما وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما فسمعنا ان ذلك الكنز كان علما فورثا ذلك العلم * وأخرج ابن جرير من طريق الحسن بن عمارة عن أبيه قال قيل لابن عباس لم نسمع يعنى موسى يذكر من حديث فتاه وقد كان معه فقال ابن عباس فيما يذكر من حديث الفتى قال شرب الفتى من الماء فخلد فاخذه العالم فطابق به سفينة ثم أرسله في البحر فإنها لتموج به إلى يوم القيامة وذلك أنه لم يكن له ان يشرب منه قال كثير الحسن متروك وأبوه غير معروف * وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر عن يوسف بن أسباط قال بلغني ان الخضر قال لموسى لما أراد ان يفارقه يا موسى تعلم العلم لتعمل به ولا تعلمه لتحدث بن وبلغني ان موسى قال للخضر ادع لي فقال الخضر يسر الله عليك طاعته * وأخرج أحمد في الزهد عن وهب قال قال الخضر لموسى حين لقيه يا موسى انزع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تضحك من غير عجب والزم بيتك وابك على خطيئتك * وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الايمان وابن عساكر عن أبي عبد الله أظنه الملطي قال أراد موسى ان يفارق الخضر فقال له موسى أوصني قال كن نفاعا ولا تكن ضرارا كن بشاشا ولا تكن غضبانا ارجع عن اللجاجة ولا تمش في غير حاجة ولا تعير امرأ بخطيئته وابك على خطيئتك يا ابن عمران * وأخرج ابن عساكر عن وهب أن الخضر قال لموسى يا موسى ان الناس يعذبون في الدنيا على قدر همومهم بها * وأخرج العقيلي عن كعب قال الخضر على منبر بين البحر الأعلى والبحر الأسفل وقد أمرت دواب البحر ان تسمع له وتطيع وتعرض عليه الأرواح غدوة وعشية * وأخرج ابن شاهين عن خصيف قال أربعة من الأنبياء أحباء اثنان في السماء عيسى وإدريس واثنان في الأرض الخضر وإلياس فاما الخضر فإنه في البحر وأما صاحبه فإنه في البر * وأخرج الخطيب وابن عساكر عن علي بن أبي طالب قال بينا أنا أطوف إذا أنا برجل متعلق بأستار الكعبة وهو يقول يا من لا يشغله سمع عن سمع ويا من لا تغلطه المسائل ويا من يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك قلت يا عبد الله أعد الكلام قال وسمعته قلت نعم قال والذي نفس الخضر بيده وكان هو الخضر لا يقولهن عبد دبر الصلاة المكتوب الا غفرت ذنوبه وان كانت مثل رمل عالج وعدد المطر وورق الشجر * وأخرج أبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم في الحلية عن كعب الأحبار قال إن الخضر بن عاميل ركب في نفر من أصحابه حتى بلغ بحر الهند وهو بحر الصين فقال لأصحابه يا أصحابي أدلوني فدلوه في البحر أياما وليالي ثم صعد فقالوا له يا خضر ما رأيت فلقد أكرمك الله وحفظ لك نفسك في لجة هذا البحر فقال استقبلني ملك من الملائكة فقال لي أيها الآدمي الخطاء إلى أين ومن أين فقلت انى أردت ان أنظر عمق هذا البحر فقال لي كيف وقد أهوى رجل من زمان داود عليه السلام لم يبلغ ثلث قعره حتى الساعة وذلك منذ ثلثمائة سنة * وأخرج ابن أبي حاتم عن بقية قال حدثني أبو سعيد قال سمعت ان آخر كلمة أوصى بها الخضر موسى حين فارقه إياك ان تعير مسيئا بإساءته فتبتلي * وأخرج الطبراني وابن عساكر عن أبي أسامة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه الا أحدثكم على الخضر قالوا بلى يا رسول الله قال بينما هو ذات يوم يمشى في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال تصدق على بارك الله فيك فقال الخضر آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شئ أعطيكه فقال المسكين أسالك بوجه الله لما تصدقت على فاني نظرت السماحة في وجهك ووجدت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله عندي شئ أعطيكه الا ان تأخذني فتبيعني فقال المسكين وهل يستقيم هذا قال نعم الحق أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست